- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
عالم الحيوانات الزاحفة 7
الأحد 22 مايو 2011, 11:58
السحلية الزجاجية أريد أن أطرح سؤالا، أي نوع من الزواحف يبدو هذا بالنسبة لكم؟ أعرف أن بعضكم سيبادر إلى التفكير مباشرة أنها نحيلة بدون قوائم، أي أنها أفعى. والحقيقة أنها شبيهة جدا بالثعابين، كما أنها تتصرف تماما مثلها، مع أنها ليست حية، إنها سحلية، ولكن بدون قوائم، أما اسمها فهو السحلية الزجاجية. عندما تمعن النظر بهذه السحلية يتبين لك تماما أنها سحلية، مع أنها تبدو شبيهة جدا بالثعابين. لنمعن النظر أولا في الوجه، إذا تأملت في عينيه يمكن أن ترى بأنها ترمش، أي أن لعيناها جفون ترمش بها، وهذه ميزة لدى السحالي، لا يمكن أن تكون لدى الثعابين، التي تبقي عيناها مفتوحتان دائما، هل تعلم أنها مفتوحة منذ الولادة؟ وطوال حياته؟ وحتى بعد مماته. إذا قررت الخروج في يوم مشرق دافئ، تجبر فيه على أن تغمض عيناك لحمايتها من بريق الشمس ولمعانه، لا يمكن للثعبان أن يفعل ذلك، عليه أن يبقي عيناه مفتوحتان بالكامل. أو إذا قررت الخروج في يوم ممطر عاصف تضرب فيه الرياح بوجهك، فتغمض عيناك لحمايتها من رذاذ المطر، لا يمكن للثعبان أن يفعل ذلك، عليه أن يبقي عيناه مفتوحتان بالكامل. حتى أن الثعابين لا تغمض عيونها عندما تذهب للنوم في الليل، أبدا، أي أنها دائما مفتوحة. لهذا إن رأيت حيوان شبيه بالأفعى ويتصرف كالأفعى، ولكن عيناه ترمشان، تأكد أنه ليس أفعى، بل من السحالي. لنمعن النظر عن قرب على هذا المخلوق، كي نحاول رؤية شيء ليس من السهل اكتشافه فيه، هنا إلى جانب رأسه وقريبا من إصبعي، يمكن أن ترى ثقب صغير جدا، هذا الثقب الذي رأيته، هو الأذن، لجميع السحالي آذان، على خلاف الأفاعي تماما، وهي صماء لا تسمع الأصوات الهوائية. تشعر الأفاعي بالذبذبات عبر الأرض، وهي تعطي الثعبان معلومات كثيرة، إذا كان هناك حيوان يتحرك يمكنها أن تحدد ما إذا كان صغيرا أو كبيرا وما إذا كان يقترب أو يبتعد عنها، كما يمكن أن تحدد إذا كان حيوان واحد أو أكثر، أي أن الذبذبات الأرضية تمنح الثعبان كثيرا من المعلومات، ولكنه لا يحص على أي من هذه المعلومات عبر الهواء. أي أن الأمر على هذا النحو، يمكن للثعبان أن يسمعك تمشي، ولكنه لن يسمع حديثك. دعنا نعاود النظر عن قرب إلى هذا الحيوان، سنرى أن له أنف، علما أن للثعابين والسحالي أنوف وهي تتنفس الهواء، وماذا عن اللسان؟ لكلاهما ألسن أيضا. إنها الحقيقة خصوصا وأن بعض السحالي تستعمل ألسنتها على طريقة الثعابين، فهي تطلقها في الهواء وتأخذ جزيئات منه تستعملها كحاسة للشم. والآن من الواضح أن ليس لها قوائم، ونحن نعرف بأن ليس للثعابين قوائم على الإطلاق، ومع أننا نعرف بأن للسحالي قوائم، هناك بعضها مثل السحلية الزجاجية هذه، ليس لها قوائم، أي أن القوائم ليست ضرورية جدا لتكون سحلية. ولكن ماذا عن الذيل. جميعنا يعرف بأن للثعابين ذيولا وللسحالي أيضا ذيول، ولكن هناك فارق كبير بينذيل الأفعى وذيل السحلية. فعادة ما يكون للأفاعي ذيول قصير وأجسام طويلة، أما السحالي فلها أجسام قصيرة وذيول طويلة. فإذا كان لدينا أفعى طولها ثلاثة أقدام، وسحلية طولها ثلاثة أقدام، سنلاحظ فارقا كبيرا بين أطوال ذيلهما وجسميهما، سترى أن طول ذيل السحلية سيبلغ أكثر من قدمين، دون أن يتعدى جسمها قدما واحدا. أما لدى الأفعى، لن يتعدى طول الذيل ثلاثة إنشات، أما الباقي فهو موزع على جسمها ورأسها. أي أن هناك فارق كبير بين أذناب السحالي والثعابين. الفارق الآخر المتعلق بالذيل، هو أن الذنب الثعبان لا يمكن أن ينمو مرة أخرى، إذا ما تعرض للقطع. كما أن ذيل السحلية لا ينمو لدى جميع أنواعها، إلا أن بعضها يستطيع ذلك، أما هذه العملية فتسمى بإعادة النمو. أي أن بعض السحالي تنمي ذيولها مرة أخرى، وليست جميعها، أما الثعابين فلا يمكن أن تفعل ذلك أبدا. ولكن ماذا عن الزحف؟ جميعنا يعرف أن ليس للثعابين قوائم وأن عليها أن تزحف على الأرض، وهي بارعة جدا في ذلك وتتمتع بالسرعة والكفاءة العالية. لنرى هل السحلية الزجاجية مثلها؟ كلا على الإطلاق، حتى أن جسمها يبدو عاجزا، وهي ليست سريعة وبارعة بالحركة كالثعابين، والحقيقة أن لهذه السحلية نتوء عند الخط الفاصل بين لوني جسمها، وهي هنا لتمنحه القدرة على الحركة والمناورة والإنحاء والانعطاف والتمدد، أي أنها تساعدها على الحركة، إلا أن سحلية كهذه على الأرض، لا تتمتع بالكفاءة نفسها التي لدى الأفاعي. أما الجانب الذي تتفوق فيه السحلية الزجاجية على الأفعى، فهو الغوص تحت الأرض، أما السبب في ذلك فهو هنا. لدى هذه السحالي جلد ناعم جدا، لا يسمح لشيء أن يعلق به، حتى أنها عندما تغوص في الوحل والتراب وغيره، ينتفض كل شيء عن جسمها، أي انها تتحرك بسرعة وهي تحفر تحت الأرض، أما على السطح فترتبك جدا، لا يمكن أن تتمتع بكفاءة قريبة من براعة الأفاعي. عادة ما تعيش هذه السحلية وسط المراعي والحقول التي تنبت فيها الأعشاب. وهي تغذى على أشكال متنوعة من الحيوانات، فهي تتغذى عادة على بعض الديدان والسحالي والثعابين الصغيرة والعنكبوت، وكل ما ملكت من حيوانات الصغيرة الأخرى التي تستطيع صيدها وأكلها، أي أنها لا تميز بين الحيوانات الصغيرة التي تتغذى عليها. لدى هذه السحالي طريقة مميزة للتخلص من الأعداء، وهي طريقة لا تتبعها الثعابين على الإطلاق. لنرى ماذا تفعل. لنفترض أن السحلية الزجاجية خرجت مرة تتنزه فوق سطح الأرض لتتنبه فجأة، يظهر أمامها كلب كبير وهو يقول في نفسه: حسنا لقد عثرت على طعام الغداء، مع أن السحلية لا تحب سماع ذلك، ولكن الكلب ينطلق نحوها ويضعها في فمه، لا شك هنا أنه سيضع في فمه جزء واحد من هذه السحلية، فإما أن يمسك بذيلها أو بجسمها، لنفترض أولا أنه أمس بالذيل، ماذا سيكون موقف السحلية؟ لن يجد خيارا آخر سوى الفرار مسرعا، وعندما يفعل ذلك، ينقطع ذيله عن جسمه، وعندما ينقطع الذيل يسقط جسم السحلية على الأرض، وهكذا يختفي بين الأعشاب، بينما يستمر الذيل بالتحرك والاهتزاز، بحركة لا تتوقف في فمه، دون أن يتنبه الكلب إلى أن السحلية قد رحلت، ولكن ماذا إن عض الكلب جسم السحلية؟ ماذا سيحدث حينها؟ ستهتز السحلية وتتحرك بقوة حتى يسقط الذيل عنها، وينطلق على الأرض، وهو يستمر بالاهتزاز والحركة العنيفة دون توقف حتى يلفت نظر الكلب، الذي يلتفت إليه ويفكر في نفسه أنه فقد السحلية، فيفتح فمه ليمسك بالذيل، كي يقع جسم السحلية منه، وتنطلق مبتعدة بين الأعشاب، بينما يستمر الكلب بمطاردة الذيل المتحرك. أي أن لهذه السحلية طريقة مميزة في التخلص من عدوها، ولكنه بعد أن يفقد الذيل ينمو له ذيل آخر، من خلال عملية النمو المتجدد، ليتمكن من الفرار من الكلاب وغيره من الأعداء مرة بعد أخرى بالطريقة نفسها. يمكن أن تلاحظ بأن هذه السحلية شبيهة جدا بالثعابين، وهي تتصرف تماما كالثعابين، ولكنها دون شك، ليس من الثعابين إطلاقا. =-=-=-=-=-= هذه سلحفاة يمكن أن تعثر عليها في كثير من الولايات الجنوبية الشرقية من أمريكا. وهي تسمى بسلحفاة غوفر، يمكن أن نقول بأن هذه السلحفاة التي بين يدينا صغيرة بعد، يمكن أن ترى الدروع التي تميز صدفتها، وهي دليل على صغر سنها، عندما تنمو السلحفاة مع الوقت، تختفي هذه الدروع الصغيرة، وتصبح الصدفة ناعمة جدا. اسم هذا الحيوان يؤكد أنه سلحفاة، وهي تسكن بالتحديد على اليابسة، أي أنها لا تغوص في الماء على الإطلاق، أما السبب في ذلك فهو أنها لا تتقن السباحة. هل يمكن أن تتخيل ما قد يصيب هذه السلحفاة عندما تسقط فجأة في النهر وهي تمشي فوق جسر ما؟ أول ما يصيبها عندما تسقط في الماء هو الغرق تماما كالحجر، ما يعني أنها قد تتعرض للموت، ذلك أنها لا تطفو فوق الماء ولا تتقن العوم. أي أن سلحفاة الغوفر لا تقترب من الماء على الإطلاق، حالها كحال جميع سلاحف اليابسة، لا يمكن أن ترى أي منها يتنزه على الشواطئ. الجزء الثاني من اسمها هو غوفر، وهو اسم سنجاب أمريكي يحفر في الأرض ويسكن الجحور. سلحفاة الغوفر تحب الحفر أيضا، فهي تحفر نفقا يصل طوله إلى أربعين قدم، أي أنه ه طويل جدا. إذا أردت أن تحفر نفقا ما، قد تستعمل بعض الأدوات، بلا شك، قد تلجأ إلى المعول والمجرفة، وحتى حفارات الآبار، هل تعتقد أنها تستطيع استعمال أدوات كهذه؟ لنرى إن كان لديه بعض منها، (..) انتظر، كلا ظننته يخفي شيئا هناك ولكنها إحدى قوائمه. أي أنه لا يحمل معولا ولا مجرفة. أي أنه يحفر الأرض على الطريقة القديمة، أي أنه يستخدم قوائمه الأمامية، وهو الآن يستعرض أمامنا طريقة الحفر بيديه، يمكن أن ترى بأن يديه عريضتين، أي أنها تشبه شكل المجرفة، وفي نهاية قدميه يتمتع بمخالب صلبة جدا، وهو لا يستخدمه للقتال والعراك، بل يريدها للحفر عميقا في الأرض، ما يساعده على فتح الأنفاق بكفاءة عالية. عندما يحفر هذه الأنفاق، لا يقبل بأن تكون ضيقة ومعتمة وغير مريحة، بل يسعى لأن تكون كبيرة الحجم واسعة وجميلة، بل هي رائعة لدرجة أن بعض الحيوانات الأخرى تسعى للعيش فيها معه، من بينها الأرانب والراكون والأفعى المجلجلة. تحب هذه الأفعى نفق سلحفاة الغوفر لهذا تسكن معها، أي أنها رفيقتها في السكن، لا تؤذ أي منهما الأخرى، بل يتعايشان على ما يرام، وهذا ما يسمونه بالتعايش التكافلي، وهذا يعني أن هناك حيوانين يسكنان ويعملان معا، وبما أنهما يسكنان معا، يتمتعان بحيات أفضل من العيش كل بمفرده. هناك عدد من الأسباب التي تقف وراء التكافل: لنرى أولا المجلجلة، ما الذي تساهم به الأفعى للعيش في النفق؟ حسنا، إنها تقوم بما يشبه الحراسة. أي أنه يعمل على عدم السماح للحيوانات الأخرى مثل الراكون والأرنب وما شابه ذلك، بالدخول للعيش هناك ولا شك أن هذه فكرة جيدة وإلا لكان النفق سيزدحم بها جدا، أي أنه يتولى حماية الجحر. وإذا كانت هناك حيوانات خطيرة تريد الدخول إلى هناك، كبعض أنواع الثعابين مثلا، يتولى الدفاع عن الجحر بكل ما لديه، أي أن المجلجلة تتولى حماية النفق. ما الذي تساهم في السلحفاة في هذه العلاقة؟ تكمن مساهمتها في حفر النفق، لولاه لما وجد النفق أساسا، أي أنه يحفر النفق منذ البداية ويعمل على توسيعه وزيادة ارتفاعه وعمقه، كما أنه يسهر على صيانته وتنظيفه. أي أن السلحفاة تسهر على الصيانة والنظافة، لتعمل المجلجلة في الدفاع. أثناء وجود هذه السلحفاة في الجحر، تعرف أنها بأمان لا تخاف أن تتعرض لهجوم من حيوان آخر. ولكن ماذا يجري عندما يخرج للتنزه في حقول الأعشاب؟ فهو يفعل ذلك يوميا، لأنه يحب أن يأكل الحشيش والزهور والنباتات على أنواعها، وهو يمضي فترات طويلة بين تلك الحقول. ماذا يجري إذا هاجمه حيوان ما في تلك الحقول؟ بما أنه سلحفاة، ويتمتع بصدفة صلبة، يحاول الإختباء في داخلها. تعلم بأن غالبية السلاحف تسحب قوائمها ورأسها وذيلها وتختبئ في الداخل، يمكن أن ترى هذه السلحفاة أيضا تخفي قوائمها وذيلها وهناك متسع لها، وماذا عن المنطقة الأمامية، حسنا لقد سحب رأسه وسحب يداه، ولكن لا يوجد متسع لقوائمه الأمامية، عندما يحاول إدخالها إلى الصدفة، تبقى في الخارج هكذا، أي أن الحيوانات يمكن أن تعضها وتخدشها وتؤذيها، أي أن الحال ليس آمنا لها إطلاقا، أتعرف ما يجري، يبدو أنه يسحب رأسه ويبقي قوائمه الأمامية دون أن يكترث بها. أما السبب في ذلك، فهو أنها مغطاة بحراشف صلبة جدا، يمكن أن ترى بأن هذه الحراشف شبيهة جدا بالدروع، التي كان الفرسان يرتدونها، هل تتذكرون المحاربين القدامى أيام الفتوحات، كانوا يرتدون دروعا تحمي أجسامهم من ضربات الأعداء. هذا هو حال قوائم السلحفاة الأمامية التي تحميها الحراشف من الأعداء. أي أن الحيوانات يمكن أن تعض هذه القوائم كما تشاء دون أن تسبب لها الأذى على الإطلاق، ذلك أنها محمية بدروع سميكة. لهذا تتمتع السلحفاة بحماية وأمن الصدفة فوق الأرض، وحماية وأمن النفق تحت الأرض. إذا رأيت سلحفاة الغوفر تسير على الأرض وتدخل في جحرها، إياك أن تحاول اللحاق بها وتسعى للإمساك بها هناك، فمن المحتمل جدا أن تمد يدك بالجحر، وبدل السلحفاة تمسك بالأفعى المجلجلة؟ لن يعجب ذلك الأفعى، ولن تكون مسرورا بدورك أبدا. لهذا ابتعد عن جحر سلحفاة الغوفر، لديه الكثير من الضيوف هناك، ولا يحتمل وجودك معه أيضا. =-=-=-=-=-=-= هذه أشهر أفعى في العالم، وهي تسمى، الكوبرا، وهي تسمى تحديدا كوبرا ألبينو بلون واحد، من الواضح أنها صفراء اللون، وعيناها زهريتان. ولكن إذا وجدت هذا الثعبان على الأرض، لا يمكن أن تعرف بأنه كوبرا، كلا ، قد تلاحظ أنها بيضاء اللون مثلا، ولكن لن تعرف بأنها كوبرا، لا يمكن التعرف على الكوبرا إلا عندما تنتصب، وترفع رأسها هكذا. يمكن أن ترى بأن الاتساع الظاهر هنا ليس رأسها، بل هو ما يحيط بمنطقة خلف رأسها، هي العنق، وهي تستطيع فتح وإغلاق هذا العنق، تماما كما تفتح وتغلق أنت شمسيتك. علما أنه لا يستعمل هذا العنق كما تستعمل أنت الشمسية، أي أنه لا يرد المطر عنه، بل يستعمله لإخافة أعداءه به. قد يتساءل البعض من يسعى لأن تكون الكوبرا عدوته؟ من يريد مواجهتها؟ ولكن صدق أو لا تصدق لدى الكوبرا أعداءها أيضا. ولكن حين يواجه الكوبرا عدوه، لا يسعى لمقاتلته في الواقع، كل ما يسعى إليه هو إخافته، لأن الكوبرا لا تحب القتال أيضا، لهذا تفضل إخافة عدوها كي لا تجبر على قتاله. أما حين يرفض الرحيل، ويصر على مقاتلة الكوبرا، حينها فقط تبدأ الكوبرا بعرض عضلاتها فتفعل ما يلي: ترفع الكوبرا رأسها عن الأرض، ثم تفرد العنق على وسعه، ما يجعلها تبدو كبيرة وقاسية وسيئة جدا، عندها يصرخ المرء: آه، كوبرا! ويفر هاربا. ولكن هناك حيوان لا يفر أبدا، حتى أنه لم يحاول أبدا الهرب من الكوبرا، وهو يعرف باسم مانغوس، الذي ينظر إلى الكوبرا ويقول في نفسه: إنها الكوبرا، حان وقت الغداء. ذلك أنه يعتقد بأن طعمها لذيذ جدا. الطريقة التي يتبعها مانغوس لقتل الكوبرا، هو أولا بالوقوف ساكنا أمام الكوبرا، ما يجعلها تستقيم وتفرد عنقها على وسعه، ما أن تفعل ذلك حتى يقفز مانغوس في الهواء ، ويهاجم عنقها مباشرة، ليعضه ويحطمه، فيقتل الكوبرا، وهكذا تصبح الكوبرا غداء له. يبدو أن الأمر في غاية السهولة، مع أنه لا يجري دائما على هذا النحو. ففي بعض الأحيان، يقفز مانغوس في الهواء، ويهاجم عنق الكوبرا، ولكنها تستدير مسرعة وتلسعه، وهكذا يصبح المانغوس غداء لها. أي أن هذا طعام خطير، لا يشبه إطلاقا طلب الغداء في المطاعم، كلا، على الإطلاق. هناك نوع واحد من الكوبرا لا يمكن للمناغوس أن يتغلب عليه أبدا، وهي تسمى، الكوبرا الباصقة. وهي كباقي أنواع الكوبرا تتمتع بأنياب وسموم وهي تلسع طريدتها كما يفعل باقي أبناء جلدتها، ولكنها تستطيع أن تبصق السم أيضا من غدة تقع تحت أنيابها، تماما كما تقذف الماء من مسدس مائي. عندما تفعل ذلك عادة ما تستهدف عينا الحيوان. عندما يدخل السم في العينين، لا يمكن أن يقتل فورا، ولا تذوب عيناه، كل ما يفعله هو انه يعميه لبعض الوقت لا أكثر، ولكن ما يحدث عادة هو أن تزحف الكوبرا نحو الحيوان بعد أن يفقد البصر، لتتمكن منه وتأكله كوجبة طعام. أما إذا كان حيوان تخافه الكوبرا، تنتهز فرصة فقدانه البصر، تلوذ بالفرار بعيدا عنه. وهكذا فإن القدرة على قذف السم نحو حيوان تجعله يفقد البصر، يساعد الكوبرا الباصقة في الحصول على الطعام، والفرار من الأعداء. لا شك أن جميعكم شاهد الكوبرا في التلفزيون وفي الأفلام، كما رأيتم عازف المزامير، الذي عادة ما يكون عجوزا يجلس على الأرض ويعزف على مزمار خشبي أما الكوبرا. المهم أن ما تفعله الكوبرا أمام ذلك العازف، هو أنها تستقيم وترقص حتى انتهاء العزف أليس كذلك؟ ولكن لماذا؟ مع أننا نعلم بأن ليس للثعابين آذان؟ ما يعني أنها لا يمكن أن تسمع الموسيقى، ولكن كيف لها أن ترقص على العزف إذا؟ أي أنها لا ترقص، لأنها لا تسمع الموسيقى، والحقيقة أنها لا تعرف أن العازف يحمل مزمار، بل تعتقد أن العجوز يجلس على الأرض ويضع في فمع عصى، كما يظن بأن العجوز سيضربه بها على رأسه. لهذا لا يكف الثعبان عن التفكير بأن عليه الاحتراس والاستمرار في إخافة العجوز، لهذا يستقيم ويفرد عنقه، لأنه حين يعرف من أنا، سيفر بعيدا. عندما لا يفلح في ذلك يفكر الثعبان بأن يراقب العجوز عن قرب، لأنه سيضربني على رأسي إن لم أحترس، لهذا يبدأ بمراقبته بحذر، بينما يجلس العجوز هناك ويعزف على المزمار وهو يحرك رأسه طربا، بينما يفعل هو ذلك، تحرك الكوبرا رأسها معه، حتى تبدو وكأنها ترقص، مع أنها لا ترقص، بل تترقب حركة رأس العجوز أمامها، وتعمل على حماية نفسها بأسلوب الكوبرا. لهذا قد تبدو الكوبرا وكأنها ترقص، مع أنها لا تسمع أي صوت للموسيقى إطلاقا. |
- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
رد: عالم الحيوانات الزاحفة 7
الأربعاء 01 يونيو 2011, 16:42
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى