- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
عالم الحيوانات الزاحفة 26
الأحد 22 مايو 2011, 16:46
المتسابق الأسود أرى أن نبدأ بواحدة من أسرع الثعابين في العالم أجمع، وهو يسمى المتسابق الأسود. هل هذا هو الاسم المناسب له؟ دون شك. فبما أنه من أسرع الثعابين أظن أن المتسابق هو الكنية المناسبة لهذا اللقب، وإذا تأملنا بظهره سنرى أنه أسود. أي أن المتسابق الأسود لقب يناسبه جدا. نعلم أن هناك عدة أنواع من المتسابق الأسود في الولايات المتحدة، ما جعل البعض يعتبر أن المتسابق الأسود أصبح أشبه باسم لفصيلة، فلدينا المتسابق الأسود الشمالي، والمتسابق الأسود الجنوبي، لدينا متسابق إيفير غليد والمتسابق الأزرق، إلى جانب عدة أنواع أخرى. أما هذا الثعبان فهو المتسابق الجنوبي الأسود. لا شك أن هذا الثعبان ينتشر في الولايات الجنوبية، ولا بد أن السواد الأعظم منها موجود في فلوريدا. علما أن درجة الحرارة ترتفع جدا في هذه الولاية خلال فصل الصيف. لدرة ا، الحرارة بعد ظهر أيام الصيف الساخنة قد تصل إلى خمس وتسعين أو ما ئة وحتى مائة وأربعة درجات. وكيف تتحمل الثعابين ذلك؟ تتحمله لأن أحدا لا يرى الثعابين فوق سطح الأرض خلال النهار الساخن، باستثناء المتسابق الأسود، فعادة ما تختفي باقي الثعابين في الجحور بحثا عن الرطوبة، أو في الماء المنخفضة الحرارة، أو تحت النباتات والأعشاب بحثا عن الظل. أما المتسابق الأسود، فهو نشط جدا، وهكذا يتنقل من ظل إلى آخر إلى ثالث. أي أنه لا يتعرض دائما لأشعة الشمس لفترة طويلة على الإطلاق، من الطبيعي أن ترى هذا الثعبان يتنقل بشكل عادي بين الأعشاب ليختبئ ببعضها، ولكن ما يفعله أحيانا هو أنه يرفع رأسه على هذا النحو ، وينظر من حوله، وكأنه يبحث عن الطعام أو يتأكد من وجود خطر محدق، أو لمجرد الفضول فقط، حتى أنك أحيانا ما قد تراها تزحف على الأرض ورأسها مرتفع هكذا في الهواء. حتى أنه قد يبدو شبيه بالصور الخيالية للوحوش، التي تخرج رأسه من الماء وهي تسبح، هذا ما يبدو عليه الثعبان مع فارق بسيط هو أنه يرفع رأسه من فوق الأعشاب. لا شك أن المتسابق الأسود يحب العيش في حقول الأعشاب والمروج والمراعي، ولكنه يحب الأشجار أيضا والنباتات العالية وما شابه ذلك، وعادة ما يفضل أطراف حقول الأعشاب. أما سبب اختيار تلك الأماكن فهو أنها تساعد على الفرار في حالات الخطر. يمكن لهذا الثعبان أن يتسلق أعالي النباتات والأشجار، ليتخلص بذلك من أعدائه. سبق أن ذكرنا بأنه أحد أسرع الثعابين في العالم. نعلم أن أسرع حيوان على الأرض هو الفهد، الذي يستطيع العدو بسرعة ستين وسبعين وحتى خمس وسبعين ميلا في الساعة. ولا شك أن المتسابق الأسود لا يمكنه بلوغ هذه السرعة أبدا. هل تعتقد أنه يستطيع تحقيق نصف هذه السرعة؟ أو من الأجدر القول، ثلاثين ميلا في الساعة؟ كلا. وماذا عن عشرين ميلا في الساعة؟ كلا، عشرة؟ كلا. مسة؟ لا يمكن. فرغم أن هذا الثعبان هو من الأسرع في العالم، لا يمكنه الزحف بسرعة تزيد عن ثلاثة أميال ونصف في الساعة. أتعني ما يعنيه ذلك؟ أن كل منا قادر على العدو بسرعة تفوق سرعته. لهذا لا يمكن لأحد أن يقص حكايات عن ثعبان طارده وتمكن من اللحاق به وانقض عليه ولسعه. لا يمكن لهذا أن يحدث. فإذا ما طاردك ثعبان، لا يمكنه اللحاق بك، إلا إذا توقفت لانتظاره، ولا أظن أحدا سيفعل ذلك عل الإطلاق. لا يمكن. السبب الذي يجعلنا نرى هذه الثعابين تتحرك في البرية بسرعة كبيرة، لا يعود إلى أنها تزحف بسرعة أميال في الساعة، بل لأنها تنحرف ببراعة، يمكن لهذه الثعابين أن تناور صعودا ونزولا وتلتفت حولها من جميع الجهات، وهي تستطيع الانحراف بسرعة هائلة، أي أنها رشيقة جدا تجانس بين حركاتها، وهذا ما يجعلها تبدو فائقة السرعة، أي أنها ليست سريعة في الزحف، ولكنها تستطيع المناورة بسرعة هائلة وبرشاقة، وليس لأنها تستطيع الزحف إلى الأمام، بسرعة كبيرة جدا. والآن ما هي الحيوانات التي تعيش عليها هذه الثعابين وما الذي تحب أن تأكله؟ تعيش هذه الثعابين على أشياء كثيرة من بينها الفئران والجرذ والسحالي، كما تأكل الضفادع إذا توفرت، إلى جانب الطيور وبيضها. ولكن كيف تقتل الحيوانات التي تأكلها؟ حسنا نعلم أنها لا تتسلح بالأنياب والسم، كما نعرف أنها ليست من العاصرات. هل تعرف ماذا تفعل؟ إنها تأكل الحيوان حيا. فهي تنقض إلى الحيوان بفمها، وتمسك به، وفي حين يسعى للفرار منها، تلقي بثقل جسمها فوق جسمه، وتبقى هكذا دون أن تعصره أو ما شابه ذلك، بل تلقي بجسمها فوقه، وعندما تفعل ذلك تجبر الحيوان على المقاومة بشدة أكبر، ما يوهنه بسرعة أكبر، وهكذا، يعجز عن الحركة، ما يمكن الثعبان من ابتلاعه حيا. أي أنه لا يقتل الحيوان قبل أن يأكله بل يبتلعه وهو حي بعد. نستنتج معلومات ضمنية عن سلوك هذا الثعبان، وهي أنه لا يستطيع أكل الحيوانات الكبيرة، فلو حاول الإمساك بحيوان كبير وأصر على السيطرة عليه بضع الجسم فوقه من المحتمل أن يجر في كل مكان، لا جدوى من ذلك أبدا. لهذا فهو يأكل حيوانات صغيرة كالفئران الصغيرة والسحالي الصغيرة، أي الحيوانات الصغيرة وحدها، دون الكبيرة وخصوصا تلك التي بحجمها، فلا يمكن لهذا أن يحدث أبدا. كيف لمتسابق أسود أن يتخلص من أعدائه؟ يمكنه التسلل إلى كومة من النباتات أو شجرة قريبة، وهذه طريقة مناسبة للهرب من أعدائه، لا بأس بها. ولكن ماذا إن حشر وسط حقل ما، وهو يحاول الفرار بسرعة، علما أن من الصعب الإمساك به لأنه يناور ويتحرك برشاقة كبيرة، كما سبق أن أوضحت من قبل، بسهولة ورشاقة أكبر من الكثير من الحيوانات. لهذا من الصعب الإمساك به حتى في السهول المفتوحة. ولكن إن لم يتمكن من الهرب سيلجأ إلى القتال. وهو ثعبان يعرف بالعنفوان حين يقاتل، أول ما يفعله هو الاستدارة نحو العدو بسرعة فائقة، ثم ينفث ويصفر في وجهه، لتفتح فمها بعد ذلك وتهاجمه مرة بعد أخرى، في محاولة لإرهابه. أما إن لم تفلح في ذلك، تلجأ إلى اللسعات، خصوصا إذا كان العدو يمسك بها، عند ذلك تكافح بقوة هائلة، فتدور بجسمها في محاولة للخلاص منه، وهذا ما تحاول القيام به الآن بعد أن تأكدت بأن أحكم القبض على منتصف جسمها وأسفله، وقد تلاحظ أنها أحيانا ما تحرك ذيلها بذبذبات عالية، وذلك ضمن محاولة للفرار. وما أن يشتد الإمساك بها، حتى تلجأ إلى اللسعات. قد ترى أن إصبعي ينزف من شدة عضتها الآن، وذلك لأنها عندما أردت الإمساك به، لسع اصبعي مباشرة. وهذه طريقة سهلة بالنسبة لهذه الثعابين للخلاص من أعدائها، وذلك من خلال مكافحتها العنيفة ولسعاتها الشديدة، خصوصا وأنها بائسة وعدوانية لدرة أن غالبية الحيوانات تقرر ألا تسعى لمواجهة ثعابين مثله، وهكذا يفلته كي يسقط على الأرض ويفر بسرعة هائلة. ولكن رغم عدوانية هذه الثعابين، ورشاقتها في الحركة، رغم هذه الحقائق إلا أنها ليست بسرعتك أنت، ما يعني ألا داعي للخوف من أن يطاردك هذا الثعبان أو غيره حتى ينال منك ويلسعك. لا يمكن لهذا أن يحدث. =-=-=-=-=-=-= سنتحدث الآن عن هذه السحلية اللامعة، التي تسكن في أرجاء أستراليا وغينيا الجديدة، وهي من فصيلة السَّقنقور، وهناك عدة أنواع منها في العالم، حتى أنك قد تجد أكثر من ألف نوع من السقنقور في مختلف أنحاء العالم. أما هذه السحلية فهي تسمى السَّقنقور ذات اللسان الأزرق، التي يوجد منها أنواع مختلفة، يمكن أن ترى بوضوح أن حراشفها ناعمة ولامعة جدا كباقي سحالي السقنقور، وإذا تأملت بقوائمها، يمكن أن ترى شيئا مختلفا. نعلم أن الكثير من السحالي يتسلقن الأشجار، وهي تتمتع بمخالب طويلة وحادة، تمكنها من التمسك بأغصان الشجر. أما إذا تأملت بأصابع هذه السحلية فسترى أنها قصيرة وعريضة، كما أن طولها موحد وليس فيها الطويل والقصير، بل هي جميعا بمواصفات واحدة، أما السبب في ذلك فهو أن هذه السحالي لا تتسلق الأشجار، أي أنها لا تحب النباتات والأشجار كما لا تتقن السباحة ولا يمكن أن تجدها في البحيرات أو ما شابه ذلك، بل تمضي طوال الوقت على الأرض، وأحيانا ما تمضي بعض الوقت تحت الأرض. وهكذا فإن الأصابع القصيرة والعريضة، تساعدها على حفر الثقوب والجحور، أي أنها بارعة جدا في الحفر تحت الأرض. تنجب هذه السحلية صغارها أحياء كباقي سحالي السنقنقور، أي أنها لا تضع البيض. وإذا تأملت بذيلها، يمكن أن ترى بأنه غريب نسبيا، فهو قصير جدا، علما أن لغالبية السحالي أذناب طويلة، حتى أنه من الطبيعي جدا أن تكون أذيال السحالي أطول من جسمها بضعفين أو ثلاثة أضعاف، ولكنه بالنسبة لهذه السحلية، فإن طول الذيل قد لا يتعدى نصف أو ثلاثة أرباع جسم السحلية، أي أنه غير اعتيادي بالنسبة للسحالي. عادة ما تتمتع هذه السحلية بلسان أزرق، مع أنه أحيانا ما يكون بلون آخر، أما إن حدث ذلك فإن هذا اللون عادة ما يكون فاتح جدا، وفيما عدى ذلك فهو دائما أزرق. ولكن ما حاجتها باللسان الأزرق؟ إنها تستعمله للفرار من أعدائها. إذا تعرضت هذه السحلية لهجوم معاد، تلجأ إلى ضم جسمها على هذا النحو، كحدوة الفرس، سأحاول أن اثنيها على ذلك الشكل، هكذا تماما، عند ذلك يحاول أن يضع ذيله بالقرب من رأسه، عندما يفعل ذلك، يوحي جسمه بالكامل بأنه أكبر وأوسع، تذكر أن الحيوان ينظر من أمامه، فإذا كان على حاله سيوحي بالصغر، وإلا فسيبدو أكبر وأوسع بكثير من قبل، بعد ذلك يفتح فمه إلى أقصى حد، ليخرج لسانه الطويل والأزرق، كما سيفعل اليوم عدة مرات أثناء هذه الحلقة. لا شك أنه لسان طويل عندما يخرجه ينفث بأعلى صوت لديه، بحيث يبرز لسانه بوضوح. التوافق بين لسانه الأزرق البارز جدا ولون فمه الزهري إلى جانب ارتفاع صوته وهو ينفث، إلى جانب حجم جسمه الكبير الذي يبرز بعدها، كل هذه العناصر المجتمعة تخيف أعدائها لتلوذ بالفرار. فترى أعدائها يصرخون من الدهشة ويفرون بالاتجاه المعاكس. ولكن أحيانا ما لا يلوذ عدوه بالفرار، عند ذلك تجبر هذه السحلية على القتال، وهو يشتهر بالقدرة الشديدة على القتال، علما أنها لا تتسلح بمخالب حادة للقتال، ولا تعتمد على ذيل طويل تستعمل كالسوط، ولكن فكها قوي وصلب وكبير للغاية، كما أنه يتسلح بأسنان حادة جدا، أي أنه تعض بشدة وقسوة شديدتين. فإذا أمسكت بشيء من المحتمل أن تحطمه تماما بفكيها القويين، أي أنها قادرة على الدفاع عن نفسها جيدا. ولكن أي نوع من الحيوانات أو النباتات أو الأطعمة التي يعيش عليها؟ تعيش هذه السحلية على أكل اللحوم والنباتات معا. أما من النباتات فهو يتغذى على الفاكهة والزهور، ولكن بإضافة إلى ذلك فهو يأكل بعض اللحوم، التي لا يهتم بأي شكل يحصل عليها، علما أنها تحب الحصول على أشياء كثيرة كالحشرات التي تعتقد أن طعمها شهي جدا، وهي بأنواع متعددة. مع أنها ليست من السحالي الشهيرة بالقدرة على الصيد والمطاردة، يمكن أن تلاحظ من مخالبها أنها ليست ممن يطارد الحيوانات لأكلها، بل تقوم بدل ذلك، بانتظار الطعام حتى يأتي إليه، أو تبحث عن بعض الأطعمة التي تحب جدا أكلها. فإذا عثرت مثلا على عش مليء بصغار الفئران، لن تتردد بأكلها جميعا. أما إذا رأت فأرا ناضجا يمر بجانبه، لن يفكر بمطاردته أبدا، لأن هذا الجهد يتعبها جدا، ولا تود القيام به، لأنها من السحالي الكسولة جدا، والحقيقة أ، هناك حيوان واحد فقط تحب هذه السحلية أكله جدا لدرجة أنها مستعدة لمطاردته، مهما بلغت سرعته، ومهما عبرت بمطاردته من مسافات، فهي مستعدة لملاحقة ذلك الحيوان. هل يمكن أ، تعرف ما هو هذا الحيوان؟ إنه البزاق. ولكن هل تعرف بزاقة أسرع من حيوان؟ كلا. بل هي أبطأ حيوان على وجه الأرض، فهي أبطأ من الديدان. فعلا إنها تحب أكل البزاق وتعتقد أن طعمها لذيذ جدا، لهذا تأكل كل ما تعثر عليه من بزاق، وهي مستعدة لمطاردته إذا لزم الأمر، طبعا لأن البزاق أبطأ منهلا بكثير. عندما تعثر على بزاقة ما تحطم صدفته بفكيها وتأكله، نعم إنها تلتهم الصدفة بعد أن تحطمها وكل ما فيها تماما. أي أنها تأكل الصدفة والبزاقة معا. وهي تعتقد أن طعمها لذيذ وشهي جدا. لا شك أن هذه السحلية بحاجة إلى شرب الماء وهي تلعقها من الأنهر والبحيرات والبرك وما شابه ذلك ولكن إذا لم تعثر على شيء من هذا القبيل، أما إن لم تتوفر تلك المياه فهي تلجأ إلى الندى فوق أوراق الشجر والأعشاب، أنها إذا كانت في المناطق الجافة يمكن أن تعثر على ما يكفي من مياه الشرب. وهكذا يتبين لنا أن سحلية السقنقور ذات اللسان الأزرق معتادة جدا على العيش في ظروفها البيئية الأسترالية وفي غينيا الجديدة. =-=-=-=-=-=-=-=-= سنتعرف الآن على واحدة من كبريات الأفاعي في العالم. علما أنها ليست أطول ثعبان في العالم، فجميعنا يعرف أن الأصلة هي الأطول إطلاقا، التي يصل طولها إلى أكثر من ثلاثة ثلاثين قدم، كما أنها ليست الأثقل وزنا، لأن الأنادكوندا الخضراء هي الأثقل وزنا في العالم، التي تصل إلى ثلاثمائة رطل. يعرف هذا الثعبان بلقب البوا العاصرة، وهي كما قلنا من كبريات الأفاعي. هناك عدة أنواع من البوا العاصرة، التي تنتشر في مناطق متعددة من أنحاء العالم، لدينا بوا الأشجار التي تسكن في أمريكا الوسطى والجنوبية، وهي طويلة نحيلة تزحف فوق الأشجار، كما أ،ها متخصصة بأكل العصافير، علما أن غالبية الثعابين التي تهاجم الطيور لا تحصل إلا على الريش وحده، أما بوا الشجر فهم تتسلح بأنياب متخصصة بصيد الطيور تغوص عبر الريش حتى تنال من الطير، أي أنها معتادة على طريقة عيشها. ولدينا نوع آخر من البوا التي تمضي الوقت في الحفر تحت الأرض، إلى جانب أخرى تسمى البوا الويبر التي تسكن في المناطق الشمالية الغربية للولايات المتحدة بعيدا وسط الجبال والغابات. وهناك نوع يعرف باسم البوا الروزي، وهي تسكن في المناطق الصحراوية من الجنوب الغربي للولايات المتحدة، أي أن هناك أنواع كثيرة من البوا التي تسكن في ظروف بيئية متنوعة، كما نعثر عليها في أماكن متعددة من العالم. يمكن العثور على البوا العاصرة في أمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية، يمكن أن نجدها في جزر من حوض الكاريبي، كما هو حال كوبا وهايتي والدومينيك وجمايكا، وهناك بعض منها أيضا في أفريقيا، والشرق الأوسط وفي القارة الأسيوية أيضا. أي أن هناك عدة أنواع من البوا تعيش في مناطق مختلفة من العالم، ولكن عندما نتحدث عن البوا العاصرة، نقصد هذه بالتحديد، هذه هي الحية التي نتحدث عنها، فهذه ليست بوا آسيوية، وليست بوا كوبية، وليست من النوع الذي يشغل نفسه في الحفر الذي يسمى بوا السان، كما أنها ليست بوا الأشجار، بل هذه هي البوا الحقيقية، أي النموذج الأساسي للبوا العاصرة التقليدية. تكثر هذه الأفعى التي معنا الآن في أمريكا الجنوبية والوسطى، كما يمكن أن تجدها في جزء من المكسيك يقع في أمريكا الوسطى، نزولا حتى تصل إلى المناطق الشمالية من الأرجنتين في أمريكا الجنوبية. تعيش البوا العاصرة في ظروف بيئية متنوعة، وهي عادة ما تسكن الأدغال الاستوائية الخضراء التي تكثر فيها النباتات، وعلى ضفاف الأنهر البطيئة وما شابه ذلك. كما يمكن أن تجدها أحيانا في المناطق شبه الصحراوية والصخرية الجرداء التي لا تكثر في النباتات أيضا. أي أنها متأقلمة جدا على العديد من الظروف البيئية. إلى جانب ما سبق وذكر عن هذه الأفعى يجب أن نوضح بأنها لا تتسلق الأشجار، أي أنها ليست من بوا الشجر على الإطلاق، ولكن إذا ما وجدت شجرة صغيرة، من المحتمل أن تتسلق فوقها وتجثو هناك لبعض الوقت، كما أنها إن وجدت شجرة متدلية الأغصان وكثيفة جدا، من المحتمل أن تتسلق فوقها وتجثو فيها لفترة وجيزة، إلا أن هذه الثعابين تمضي غالبية وقتها في الزحف على الأرض. لا شك أن حجمها كبير جدا كما قلت حتى أن طولها قد يصل في بعض الأحيان إلى تسعة عشر قدم في بعض الأحيان، ولكن رغم ذلك، لا تعتبر هذه أكبر الثعابين، الموجودة في المناطق التي تسكن فيها، فالأناكوندا أطول منها، علما أن الأناكوندا الصفراء توازيها طولا، فهي لا تتعدى الثمانية أو التسعة عشر قدم، علما أنها أكثر بدانة منها وأثقل. أما الأناكوندا الخضراء، فهي أطول منها بكثير إذ يصل طولها إلى تسعة وعشرين قدم، أي أنها أطول بكثير من أطول ثعابين البوا العصرة. أي أنه رغم حجم هذا الثعبان العملاق، فهو ليس الأكبر على الإطلاق، قلنا أن هناك بوا الشجر العاصرة، وهي تنجب صغارها أحياء، وتتمتع بجسم بدين وذيل قصير كما هو حال غالبية ثعابين البوا، كما أنها من الثعابين العاصرة التي تأكل الحيوانات التي تتغذى عليها بلف جسمها على الحيوان الذي ستأكله وتعصر حتى يعجز عن التنفس فتبتلعه. والآن ما هي أنواع الحيوانات التي تعيش عليها البوا العاصرة؟ نعلم انها تأكل الكثير من الحيوانات نذكر منها صغار الثديات والقوارض كالفئران وما شابه ذلك. كما يمكن أن تأكل الطيور إذا حطت على الأرض صدفة، كما تتغذى على السحالي كما هو حال الإغوانا الخضراء، أي أنها تأكل أنواع كثيرة من الحيوانات. ثد يتساءل البعض كيف تصطاد هذه الحيوانات؟ عادة ما تعتمد على نصب الكمائن لها، فهي تختبئ بين أكوام العشب وبين الحشيش بانتظار أن يقترب الحيوان منها بما يكفي لتنقض عليه وتمسك به وتعصره حتى الموت لتأكله. أي أنها مصممة خصيصا لهذه الأعمال وإذا تأملت مجسمها ستلاحظ معي أنها تتمتع بألوان واقية جيدة جدا، أي أنها تتمتع بالتمويه الكافي لعدم لفت الأنظار، إذا كانت تختبئ بين الأعشاب وأوراق الشجر، من الصعب رؤيتها وهي ساكنة مكانها. كيف يمكن للبوا العاصرة أن تتخلص من أعدائها؟ إذا تعرضت لهجوم حيوان ما ولم يسعفها الوقت لتلوذ بالفرار، عادة ما تلجأ حينها للقتال، وذلك عبر هجمات من مسافة بعدة، كما يمكنها أن تعض، فهي مسلحة بفم كبير وفكين قويين وأسنان حادة، أي أن هذه الثعابين قد تتسبب بلسعات قوية مؤلمة. |
- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
رد: عالم الحيوانات الزاحفة 26
الأربعاء 01 يونيو 2011, 12:11
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى