- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7130
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
تاريخ الأرض
الخميس 21 يوليو 2011, 17:15
قل سيروا في الأرض: رؤية علمية جديدة
| وفي هذا البحث سوف نرى بأن العلماء قد اكتشفوا بالفعل أن أسرار نشوء الكائنات وبدايات خلق الأرض وتشكلها وتاريخ هذه الأرض.... |
ملخص البحث
في
هذا البحث نستعرض بعض الأسرار العلمية لعالم الخلق وكيف أن الله تبارك
وتعالى قد خزَّن معلومات بداية الخلق في كل شيء من حولنا... ففي بداية
الألفية الثالثة يكثر حديث العلماء عن الكتب أو السجلات المحفوظة في
الأرض، ولكن ما هي هذه الكتب وما هو شكل صفحاتها وما هو شكل كلماتها؟
إن
الغرب اليوم يدعي أنه أول من بدأ مسيرة البحث العلمي في هذا المجال من
جالات العلم، أي نشوء الحياة، ولكن ربما نعجب إذا علمنا أن القرآن هو أول
كتاب أطلق هذه الدعوة، الدعوة إلى البحث في أسرار بداية الخلق من خلال
السير والتنقيب والبحث في الأرض. يقول تعالى: (قُلْ
سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ
يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20].
هذه الآية الكريمة تؤكد على ضرورة أن نسير في الأرض وننظر ونتأمل من حولنا وندرس ما حولنا من أجل اكتشاف " كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ"
ومثل هذه الآيات كانت سبباً في تحفيز علمائنا قديماً لاكتشاف الكثير من
العلوم ووضع النظريات وهذا ما ساهم في دفع عجلة العلم ولذلك كان لعلماء
المسلمين الفضل في كثير من العلوم، التي أخذها عنهم علماء أوربا واستفادوا
منها وقاموا بتطويرها.
وفي
هذا البحث سوف نرى بأن العلماء قد اكتشفوا بالفعل أن أسرار نشوء الكائنات
وبدايات خلق الأرض وتشكلها وتاريخ هذه الأرض، كل ذلك مدوّن بلغة خاصة في
صخور الأرض وفي طبقات الجليد وجذوع الأشجار. وهذه الظواهر تدعونا لليقين
بلقاء الله تعالى واليقين بصدق كتابه وصدق رسالته، ولذلك قال عز وجل في
آية أخرى: (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) [الذاريات: 20]، نسأل الله تعالى أن نكون من الموقنين.
مقدمة
لقد
بدأ العلماء رحلة البحث عن بدايات الخلق وذلك عبر الصخور والمتحجرات وفي
أعماق البحار وغير ذلك. واكتشفوا أن سر المخلوقات وبداية الحياة موجود في
الأرض. ولذلك فإنهم أطلقوا آلاف الأبحاث العلمية التي تتحدث عن عمر الأرض
وأعمار المخلوقات وكيفية نشوئها وكيف تشكلت الجبال ومتى وكيف نشأت البحار
والنباتات وغيرها. فتاريخ أرضنا مختزن في ذرات التراب والصخور والنباتات
وفي كل ذرة ماء!
إن
هذا الأمر يتكرر مع الباحثين في تاريخ الإنسان أيضاً، فقد وجدوا "سجلات
محفوظة" داخل كل خلية من خلايا الإنسان. وعندما وجدوا جمجمة بشرية تعود
لأكثر من مئة ألف سنة تبين لهم بنتيجة تحليل ذراتها أن كل شيء موجود
ومحفوظ في ثنايا هذه العظام: تركيب ذلك الإنسان الذي عاش قبل مئة ألف سنة،
ومواصفاته ومتوسط عمره وحتى نوعية غذائه وشرابه!!
ونحن اليوم بحاجة ماسَّة لتأمل هذه الاكتشافات لنزداد إيماناً بالله تعالى، ولندرك أن الله قادر على إعادة الخلق كما قال عز وجل: (ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[العنكبوت: 20]. فعندما يتعمق الإنسان في هذه الآيات الكونية من حوله،
فإنه يزداد يقيناً بلقاء الخالق جل وعلا، وهذا اليقين سوف يبقينا على صلة
بالله تعالى، لتستقيم أعمالنا وتصبح خالصة لوجهه الكريم، عسى أن نكون من
الذين قال الله في حقهم: (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) [الذاريات: 20].
معلومات مختزنة في صخور الأرض
لقد
أودع الله تعالى في ذرات الصخور معلومات حول تاريخ تشكل هذه الصخور وكيف
تشكلت. هذه المعلومات تروي بداية خلق وتشكل هذه الصخور. طبعاً المعلومات
ليست مكتوبة باللغة التي نعرفها، بل مكتوبة بلغة خاصة اكتشفها العلماء
حديثاً وحروفها الذرات والجزيئات، وقواعدها هي القوانين الفيزيائية التي
خلقها الله وسخرها لنا لتكون دليلاً ومرشداً نستطيع من خلاله معرفة بداية
وأسرار الخلق.
يبحث
العلماء اليوم في طبقات التراب عن أسرار الخلق، وقد لاحظوا أن كل طبقة
تسجل تاريخاً محدداً من عمر الأرض. وهنا نتذكر قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت: 20]. ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى أن أسرار بدء الخلق مكتوب في الأرض.
فكل
طبقة من طبقات الصخور وبخاصة الصخور الرسوبية تحكي لنا رواية حياتها
والظروف التي مرت بها، وقد أودع الله في الصخور البركانية ما يسمى النظائر
المشعة مثل عنصر الكربون (الكربون المشع)، واليورانيوم والثوريوم... والتي
تدلنا على عمر هذه الصخور، وظروف تكوّنها. حيث اكتشف العلماء القوانين
التي تحكم هذا العنصر وكيف تنخفض نسبة الإشعاع مع مرور الزمن.
حيث
يعمل العلماء على قياس كمية الإشعاع المتبقية وبالتالي يحسبون عمر هذه
الصخرة. لقد سخر الله للبشر اختراع أجهزة قياس واكتشاف القوانين
الفيزيائية وهذا ما ساعدهم اليوم على تحديد عمر الأرض وعمر القمر وعمر
النجوم وعمر الكون...
مثال: نصف عمر half-life الكربون
14 هو 5730 سنة، أي كل 5730 سنة تتحول نصف ذرات الكربون 14 إلى نتروجين 14
ثم كلما مضى هذا العمر تحولت نصف الكمية المتبقية وهكذا بشكل سلسلة تحولات
حتى تتبقى كمية صغيرة جداً (بعد أكثر من خمسين ألف سنة تقريباً تكون كمية
الكربون المتبقية غير قابلة للقياس).
يتحول
عنصر الكربون 14 بمرور الزمن إلى عنصر آخر هو النتروجين وهناك فترات
متساوية (مدة كل منها 5730 سنة) تسمى نصف عمر العنصر، حيث تتحول نصف
الكمية خلال هذه الفترة إلى عنصر آخر، ثم تتحول نصف الكمية المتبقية خلال
نفس الزمن إلى ذلك العنصر... وهكذا وفق قانون ثابت سخره الله تعالى لنا
لنكتشف من خلاله عمر هذه الصخور.
ونود
في هذا المقام أن نوجه سؤالاً لكل من يدعي أن الكون قد وجد بالمصادفة: من
أين جاء هذا التقدير المحكم وهذه السجلات المحفوظة بعناية فائقة؟ ومن الذي
نظم هذه القوانين الدقيقة وجعل كل شيء منظماً.. هل هي الطبيعة أم خالق
الطبيعة عز وجل؟ يقول تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11].
رسم
يمثل صخرة تشكلت قديماً ونرى كيف تقل نسبة اليوررانيوم والذي يتحول
تدرجياً إلى رصاص مع مرور الزمن (الرصاص باللون الأزرق، اليورانيوم باللون
الأحمر).
صورة
لعينة كلسية مأخوذة من أحد الكهوف، الحلقات تسجل تاريخ هذا الكهف والظروف
السائدة خلال فترة محددة في الماضي، إن الرطوبة وقطرات المطر ساهم في تشكل
هذه الحلقات خلال آلاف السنين.... فسبحان الخالق العظيم!
بناء
على المعلومات المختزنة في الأرض والتي تم رصدها وتسجيلها تمكن العلماء من
معرفة وتصنيف تاريخ الأرض إلى مراحل كما هو مبين في الرسم، فقد تبين أن
عمر الأرض يبلغ بحدود 4600 مليون سنة، وقد مرت بعدة عصور كل عصر له خصائصه
ومدته الزمنية.
معلومات مختزنة في المتحجرات
عندما
تموت الكائنات الحية تتحول بمرور الزمن إلى متحجرات وبالتالي يمكن تقدير
عمر هذا الكائن من خلال نسبة الكربون المتبقية في عظامه. ونقول: سبحان
الله! لقد كرّم الله الإنسان فلم يتركه حائراً، بل وضع له دلائل على وجوده
عز وجل، وأنه قادر على كل شيء، وأنه يعلم كل شيء، بل كل أعمالك أيها
الإنسان مكتوبة محفوظة فحاسب نفسك قبل أن تحاسب!
لقد
أودع الله تعالى قوانين فيزيائية دقيقة في المواد التي خلقها، هذه
القوانين عندما نبحث فيها يمكننا رؤية تفاصيل الماضي. ففي المستحاثات نجد
أن العلماء تمكنوا من معرفة عمر هذه الكائنات وفي أي عصر عاشت وما هي
الظروف السائدة في ذلك العصر إلى غير ذلك من المعلومات التي تم تخزينها في
ذرات هذه المتحجرات.
معلومات مختزنة في الماء المتجمد
منذ
(24) ألف سنة مرَّت الأرض بالعصر الجليدي حيث غطى الجليد مساحات شاسعة من
الكرة الأرضية وبارتفاع يبلغ آلاف الأمتار. وأصبح علماء المناخ اليوم
يخبروننا بدقة مذهلة عن ذلك العصر: حالة الطقس، درجات الحرارة، تركيب
الغلاف الجوي، وغير ذلك من المعلومات التفصيلية فكيف استطاعوا معرفة ذلك؟
وعندما
قام أحد الباحثين باقتطاع قطعة جليد من الثلوج المتراكمة على جبال الألب
تبين أنها تعود لـ (24) ألف سنة مضت وعندما قام بتحليلها واختبارها ظهرت
فيها خطوط دقيقة كل خط يصفُ حالة الطقس خلال سنة، ولا يزال الهواء المحفوظ
بين ذراتها كما هو منذ تلك الفترة!
كذلك
يبحث العلماء في طبقات الجليد التي مضى علها آلاف السنين عن أسرار بداية
الخلق، وقد وجدوا أشياء عجيبة، وهي أن تاريخ العصر الجليدي مكتوب في طبقات
الجليد. ففي عينات الجليد المأخوذة تتم دراسة شكل المقاطع العرضية ودراسة
الخطوط المتشكلة مع مرور الزمن وكذلك الأملاح المذابة وكمية فقاعات الهواء
والغازات الأخرى لتحديد درجة حرارة الأرض في ذلك الوقت وتبقى هذه
المعلومات مختزنة في سجلات تسمى سجلات المناخ Records of the climate هذه السجلات تحوي كل شيء يتعلق بمناخ الأرض قبل آلاف السنين، حتى درجة التلوث والفصول الدافئة والفصول الباردة من السنة...
مقطع
من لوح جليد اقتطع من أعماق مختلفة (الحلقات تظهر على عمق أكثر من 1800
متراً)، ونرى فيه خطوطاً يعبر كل خط عن مرحلة زمنية مر بها هذا الجليد،
فانظروا معي كيف كتب الله لنا تاريخ الأرض وأمرنا أن نسير فيها لنبحث عن
بداية الخلق عسى أن ندرك أن قدرة الله على إحياء الموتى يوم القيامة، وأن الله على كل شيء قدير.
بل
عرف العلماء أكثر من ذلك، فقد نزل الباحثون إلى أعمق منجم للفحم فوجدوا
مياه متدفقة بشكل دائم. وعندما أخذوا عينة من هذا الماء وجدوا أنها تعود
لملايين السنوات! وفيها كائنات حية لا تزال كما هي منذ ذلك الزمن تتكاثر
وتعيش في ظروف قاسية بانعدام الضوء والهواء. وتعرَّفوا من خلال تحليل هذا
الماء على شكل الحياة في ذلك الزمن وحالة المناخ!
عينة من جليد من أجل الدراسة والبحث لمعرفة تاريخ الأرض والمعلومات المخزنة في حلقات هذا الجليد.
صورة
مكبرة لعينة من الثلج مأخوذة من شمال جزيرة غرينلاند على عمق 1800 متراً،
وقدر عمر هذه العينة ب 20000 سنة، ويظهر المنحني اختلاف الكثافة في طبقات
هذه العينة وهذا المنحني يساعد العلماء على فهم تاريخ الأرض خلال تلك
الحقية من الزمن.
معلومات مختزنة في النيازك
العملية
ذاتها تكررت مع باحثين في الفضاء عندما قاموا بالتقاط بعض النيازك الصغيرة
التي سقطت على الأرض وحلَّلوها فوجدوا في كل جزء من أجزائها سجلاً حافلاً
بالمعلومات، استطاعوا بواسطته معرفة حالة الكون قبل أربعة آلاف مليون سنة!
طبعاً
هذه المعلومات حصلوا عليها من خلال دراسة بنية هذا النيزك ونوع ذراته
وكمية الإشعاع المتبقية فيه، حتى إنهم وجدوا آثاراً لحياة بدائية جاءت من
الفضاء!
إن
النيازك التي تهبط وتخترق الغلاف الجوي وتنجو من الاحتراق، وبعد دراستها
من قبل العلماء تبين أنها تحوي بعض الأسرار المتعلقة ببداية الخلق، وأنها
محملة بجزيئات عضوية وهذه المواد تؤكد أن الحياة موجودة أيضاً خارج الأرض
في المجرات البعيدة، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (وَمِنْ
آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ
دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].
إن
أبحاث الفضاء الحديثة أثبتت بشكل قاطع أن للكون بداية، ولذلك فقد تأكد
العلماء مئة بالمئة أن الكون ليس أزلياً إنما هناك بداية للخلق، وهذا ما
تحدث عنه القرآن في زمن كان الاعتقاد السائد بأزلية الكون، فمن الذي أخبر
سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك؟ إنه الله القائل: (قُلْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [يونس: 34].
صورة
لمجموعة من الباحثين ينقبون في طبقات الصخور لاكتشاف تاريخ الأرض قبل آلاف
السنين، وحالة المناخ السائدة في ذلك الوقت، وإعطاء تفسير لسرّ نشوء الأرض
وبداية تكون هذه الصخور.
معلومات مختزنة في جذوع الأشجار
يستطيع
العلماء اليوم معرفة الكثير من المعلومات عن تاريخ الأشجار من خلال ما
يسمى بالحلقات الموجودة في جذوع الأشجار. هذه الحلقات تختزن معلومات حول
عمر الشجرة، حالة المناخ المحيطة بهذه الشجرة وتقلبات الطقس، الأضرار التي
تعرضت لها الشجرة، تخبرنا بحدوث فيضان، أو حريق في الغابة وغير ذلك مما
حدث خلال السنوات الماضية، بل خلال آلاف السنين.
كل
حلقة تمثل سنة من عمر الشجرة، وتفاصيل هذه الحلقة وشكل الدائرة والبعد بين
الحلقة والتي تليها والتفاصيل المرسومة على كل حلقة وغير ذلك... تخبرنا
بتاريخ هذه الشجرة وتقدم لنا تفاصيل دقيقة عن حياتها بل عن كل فصل من فصول
السنة التي مرت بها.
صورة
لمقطع في جذع شجرة ويبين وجود حلقات متعددة وكل حلقة لدى دراستها يتبين
أنها تختزن تاريخ فترة محددة من الزمن، وسبحان الله الذي أودع هذه الأسرار
في مخلوقاته. فمن كان يتصور أن تاريخ الأرض مكتوب في جذع شجرة!
لقد
تمكن العلماء من معرفة أسرار العصر الجليدي قبل عشرات الآلاف من السنين من
خلال دراسة حلقات جذوع الأشجار، فهذه الحلقات تعتبر مصدراً ممتازاً اليوم
عن تحديد نسبة الكربون في الجو منذ ذلك التاريخ. وبالتالي معرفة هجرة
البشر وتنقلهم عبر الزمن من مكان لآخر. وبناء على اكتشاف أسرار دورة
المناخ يقوم العلماء بالتنبؤ بحالة الطقس في المستقبل.
إن هذه الدقة في الخلق تجعلنا نتذكر قول الحق جل وعلا: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]، ونتذكر أن الله خبير بأفعالنا صغيرها وكبيرها، ولا يعزب عنه من مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك، سبحانه وتعالى.
لنتأمل
هذه الصورة الرائعة، في داخل هذه الحلقات هناك معلومات تدل على التاريخ
المفصل لهذه الشجرة، فكما نرى في الرسم فإن الحلقة المركزية تمثل السنة
الأولى من عمر الشجرة، وهكذا تتوالى الحلقات، ويمكننا تمييز الفترات
الممطرة من الفترات الجافة من خلال شكل الحلقة وعمقها ولونها، حتى
إن العلماء يستطيعون تمييز الحريق الذي حدث ذلك الوقت من خلال التشوه في
شكل الحلقة. وكذلك يميزون فترة الانفجار البركاني التي حدثت قبل آلاف
السنين،
أسرار بداية الخلق موجودة في الأرض
إذاً
القاعدة التي نستنتجها من هذه المعطيات أن كل شيء محفوظ بكتاب ولكن حروف
هذا الكتاب هي الذرات! وهذه الكشوف حدثت كلها في القرن العشرين. وهنا
نتساءل: هل يوجد في كتاب الله عز وجل حديث عن هذه الكتب المحفوظة؟ إنها
الآية التي ردَّ الله بها دعوى المنكرين للبعث بعد الموت عندما قالوا: فقد
استغربوا بعد تحولهم لتراب كيف يعودون للحياة.
يقول تعالى على لسان المشركين: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 3]، فماذا أجابهم الله عز وجل؟ يقول تعالى: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ)
[ق: 4]. فإذا كنا نحن البشر نستطيع معرفة الكثير من الأشياء عن الماضي من
خلال هذه المعلومات المدونة في الذرات من حولنا، فكيف بعلم الله عز وجل؟
إن
الدعوة التي أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً والتي تؤكد أن سر بداية
الخلق موجود في الأرض، حيث أمر الله تعالى بأن نسير في الأرض وننظر ونتأمل
ونبحث في نشوء الحياة وكيف بدأ الخلق، لنستيقن بأن الله هو الحق وأنه قادر
على إعادة الخلق يوم القيامة، يقول تعالى: (قُلْ
سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ
يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]. ولنزداد يقيناً بلقاء الله تعالى فهو القائل: (وفي الأرض آيات للموقنين) صدق الله العظيم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى