- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
عالم الحيوانات الزاحفة 1
الخميس 19 مايو 2011, 17:12
السلحفاة
أود لو تتعرفوا على التنوع الهائل في هذه الفصيلة، قد يكون بعضها كبيرا، ليثير البعض الآخر خوفا شديدا، ولكن لا بأس بذلك لأننا سنتفحصها عن قرب، ونتعلم الكثير عنها، والأهم من هذا كله، هو أننا سنلهو جدا أثناء ذلك.
سأتجول الآن قليلا كي أعثر على صديقة لي من الزواحف، وأريدكم أن تكونوا جاهزين كي نتمتع باللهو.
أريدكم أن تتعرفوا الآن على سوزي السلحفاة الناهشة. وسوف نجدها أغلب تسبح في البركة أمامنا. ولكنا اليوم أخرجناها من الماء كي نتمكن من إلقاء نظرة عليها، وكي أستطيع أن أخبركم بعض الأمور عنها.
نقول أولا أن سوزي ليست من السلاحف العادية البسيطة، بل هي سلحفاة مفترسة ناهشة، أما صفتي المفترسة الناهشة، فلهما بعض الأسباب، أحد هذه الأسباب هي أنك إذا نظرت إلى ظهر سوزي ستجد بعض النتوءات والتمويه الذي يغطيه تماما. أي أن هناك تشابها بينهما من حيث المظهر.
أما السبب الرئيسي الذي جعلها تحمل اسم المفترسة الناهشة، فهو التشابه الكبير في الفك المفترس. هل تعلم أن الحيوان المفترس يتمتع بفك قوي، يمكنه أن يعض بقوة، وهذا هو حال السلحفاة الناهشة أيضا، علما أن هناك فارق كبير بين فم المفترس وفم هذه السلحفاة.
إذا تأملنا في فم حيوان مفترس، سنرى أسنانه، وهي كثيرة، وكبيرة جدا، وحادة.أما إذا تأملنا بفم السلحفاة الناهشة ماذا سنرى فيه؟ لا شيء، ليس فيه أي سن، ولا حتى أسنان صغيرة.
أي أنها حيوان، تشتهر بالعض، وليس لها أسنان، أليست هذه مسألة غريبة فعلا؟ ولكن الحقيقة هي أن ليس للسلاحف أسنان.
أي أن فمها لا يحتوي على أسنان ومع ذلك فإنه قوي وصلب وحاد جدا. ما يعني أن سلحفاة بهذا الحجم يمكن أن تعض الأصابع والأظافر، ربما كنت تجلس الآن هناك لتقول ما الذي أصابك، لاشك إنها سلحفاة كبيرة. كلا ليست كبيرة، فهي لا تزن أكثر من خمسين رطلا، أما الكبيرة منها فتزن مائتين وخمسين رطلا. أي أنها أكبر من سوزي بخمسة مرات. عندما تبلغ ذلك الحجم، تصبح خطيرة فعلا.
أعرف أن بعضكم قد يقرر الآن بعد ما سمعه ألا يعاود السباحة في النهر بعد الآن، لا أريد أن يعض أصابع قدما أيا من هؤلاء.
ولكن الحقيقة هي أن هذه ليست مشكلة، لأن السلحفاة النهاشة لا تعض عادة وهي تحت الماء.
قد يقول البعض أنها لا تعض أبدا تحت الماء، وأعتقد أن كلمة أبدا مبالغ فيها، ولن أجيب بأنه من المستحيل أن يتعرض المرء لعضة منها تحت الماء، ولكن الحقيقة هي أني لم أسمع أبدا بأنها عضت أحدا تحت الماء. أما عندما تخرج إلى اليابسة، كما هو حال سوزي الآن، (..) يصبح الأمر مختلفا، لأن هذه السلحفاة تعض كل ما تطاله وهي خارج الماء، وهي تطال الكثير بلا شك، حين تمد رأسها خارج الصدفة لحوالي ثمانية إنشات، لهذا يجب أن تحاول البقاء على مسافة من السلحفاة الناهشة، كي لا تعض أحد أصابعك، وليس هذا بمسألة ممتعة.
أما إذا أردت التمتع برؤية سلحفاة ناهشة، فهناك مكان واحد تجدها فيه، لن تجدها في الحقول ولن تجدها في الغابة أو في غرفة النوم، لا يمكن أن تعثر عليها إلى في الأنهر فقط.
لا شك أن بعضكم شاهد السلاحف الصغيرة في الأنهر من قبل، وهي عادة ما تسبح وتغطس وتلعب بالماء، وربما شاهدتموها خارج الماء مستلقية تحت الشمس لبعض الوقت.
ولكن هل تعرف ماذا تفعل سوزي في النهر؟ لا شيء، فهي لا تسبح ولا تغطس أو تلعب بالماء، ولا تتمتع بالشمس، كل ما تفعله هو التنفس عميقا والغوص إلى أعماق النهر وتجلس في الوحل. حتى تتسخ تماما ويغطيها التلوث والوحل. وهل تعلم؟ مع مرور الوقت، تبدأ بعض الطحالب بالنمو فوق ظهرها. عندما يحدث ذلك، لا تعد تشبه السلحفاة أبدا، بل تبدو وكأنها صخرة قديمة تغطيها الطحالب. وهذا ما تريد أن تبدو عليه تماما.
قد يتساءل البعض لماذا لا تبدو سوزي مغطاة بالأوساخ والوحل؟ هناك سبب وجيه وراء ذلك، وهو أني قمت بغسلها. عندما أقول أني غسلتها لا أعني أني استخدمت الصابون أو مساحيق الغسيل، بل أعني أني استخدمت أنبوب الحديقة، غسلتها بالماء وحده، أما السبب فهو ان سوزي سلحفاة كبيرة، وإذا تركتها تعبث بالأوساخ حتى تنمو على ظهرها الطحالب، ستصبح لزجة من الصعب أن أمسك بها، لهذا غسلتها كي أتمكن من الإمساك بها وحملها بأمان، وإلا قد ينتهي الأمر بأن تتمكن من عض أصابعي، ولا أرى في ذلك أي متعة.
عندما تجلس سوزي في أعماق النهر يغطيها الوحل والطحالب حتى تبدو كأي صخرة قديمة، تبقي فكي فمها مفتوحان إلى أقصى حد، طوال الوقت. والآن أريدك أن تلقي نظرة عن قرب، على نقطة في عمق فكها السفلي، لترى بقعة صغيرة زهرية اللون، إنها في عمق الفك السفلي. هل يراها الجميع؟
عندما تجلس في قاع النهر وهي تفتح فمها واسعا، وتبدو أشبه بصخرة ما، كيف تبدو هذه البقعة؟، والحقيقة أنها تبدو كدودة زهرية اللون. والآن ما هي الحيوانات التي تسبح تحت الماء وتأكل الديدان؟ الأسماك!
عندما تمر سمكة بالقرب منها تصرخ، يا إلهي، هناك دودة صغيرة، بالقرب من هذه الصخرة، سأتخذها غذاء لي. وهكذا تدخل السمكة إلى فم السلحفاة. (.!.)، فتأكل السلحفاة السمكة. وهكذا تحصل السلحفاة على غذائها، بدل البحث عنه والسعي إليه ومطاردته. فهي تجلس هناك وتفتح فمها وتبرز شكل الدودة، وتنتظر أن يأتي الطعام سابحا إليها. وأعتقد أنك توافقني الرأي. لا شك أنها طريقة جيدة لشراء المواد الغذائية.
كثيرا ما يراودني سؤال محدد حول السلحفاة الناهشة، وهو التالي: هل تمضي السلحفاة كل الوقت تحت الماء؟ ألا تسبح قليلا وتعاود الصعود؟ والإجابة على هذا السؤال هي أنها لا تمضي طوال الوقت تحت الماء، وذلك لسبب وجيه، فهي كباقي الزواحف، تتنفس الهواء. إنها لا تحتمل البقاء تحت الماء طويلا فهي لا تملك خياشيم كالأسماك. أما إذا بقيت أكثر من اللازم هناك ستغرق دون شك.
ولكن السلاحف مثل سوزي تستطيع حبس أنفاسها لوقت طويل، يستمر لبضع دقائق أحيانا، أي أنها لا تمضي الوقت صعودا وهبوطا في الماء صعودا وهبوطا كالمصاعد، ولكن عليها أن تأخذ الوقت اللازم لخروجها من النهر والتنفس. وعندما تفعل ذلك لا تخرج مسرعة لأخذ نفس عميق والعودة إلى القاع، كلا، لا يمكن لهذا أن يحدث، لأنه بهذه الحالة، لن يصدق أحدا بأنها صخرة، الأسماك ليست ذكية ولكنها ليست غبية بالكامل. وهي تعرف أن الصخرة لا تسبح. لهذا تصعد سوزي إلى السطح، وتأخذ نفسا عميقا، ثم تعاود الهبوط بهدوء تام إلى الوحل، وهي تحاول ألا تفسد شيئا، كي لا تثير أي من الحيوانات المحيطة بها. وهي تجيد ذلك لأنها تتأقلم جيدا، مع الحياة تحت الماء. والآن سوف أضع سوزي في البركة، لنأخذ في هذه الأثناء استراحة قصيرة، وبعد عودتنا سوف أعرفكم وأعرف سوزي إلى أحد أصدقائي الآخرين من عالم الزواحف.
=-=-=-=-=-=
أنظر إلى ما وجدته يتسلق الأشجار هنا في عالم الزواحف. إنها عظاية خضراء، أما الاسم الذي سنمنحه لذكر العظاية هذا فهو جورج.
من المحتمل جدا أن يكون هذا هو الأكثر شهرة بين الحيوانات الأمريكية التي تسكن المنازل، لهذا فكرت اليوم بأن نمرح بالتعرف معا على جورج كي نتحدث قليلا عن العظاية الخضراء، علك تقرر ما إذا كنت تريد الاحتفاظ بواحدة منها في بيتك.
أولا إذا أردت الاحتفاظ بهذا الحيوان في البيت عليك أن تطعمه، فلا بد من إطعام الحيوانات الأليفة، وإلا فستموت.
حسنا من السهل جدا إطعام هذه العظاية فهي تحب تناول مختلف الأطعمة، وخصوصا منها الخضار والفاكهة، بما في ذلك التفاح والبرتقال والطماطم والجزر والموز والخس. ولكنها تحب أيضا تناول القليل من اللحم. عندما أقول أنه يحب القليل من اللحم، لا أعني أن تشوي ليلة كل السبت بعض قطع اللحم، كلا، ليس هذا هو نوع اللحم الذي يحب أن يأكله، أتعرف ما الذي يحبه؟ أطعمة الكلاب، مع أنه لا يحب أن تبدد المال على شراء الأطعمة الباهظة الثمن والتي تفوح برائحة ذكية،على الإطلاق، بل يفضل أن تشتري له معلبات رخيصة، كريهة الطعم والرائحة، أي أسوأ أنواع تلك الأطعمة.
أتعني أي من هذه المعلبات أعني؟ تلك التي حين تفتحها لا تكف عن التذمر من رائحتها، أما جورج فيصرخ على الفور، هذا ما أجده شهيا! كلما وجدت الرائحة أسوأ كلما وجدها جورج طيبة، أي أنه من السهل جدا إطعامه، فما عليك إلا أن تجد له أطعمة كلاب تفوح منها رائحة كريهة، وبعض الفاكهة والخضار، ليشعر بالسعادة التامة.
المسألة الثانية التي يجب أن تفكر بها إذا أردت اقتنائه، هي أن تكون قادرا على الإمساك به، تماما، عليك أن تمسك به وتلعب معه، وتمرنه، إلى جانب أن تأخذه ليتعرف عليه جميع أصدقاؤك.
وعليك أيضا أن تخرجه من القفص بين الحين والآخر، كي تتمكن من تنظيفه، فعندما تعطي حيوان كهذا الكثير من الفاكهة والخضار وأطعمة كلاب كريهة الرائحة، يذهب إلى الحمام باستمرار، وعندما يفعل ذلك تفوح منه رائحة كريهة، لهذا عليك أن تنظف القفص كل يوم، وإلا لن يرغب أحدا في زيارة منزلك.
إذا أردت الإمساك بجورج عليك أن تتنبه إلى مسألتين، أولا عليك الابتعاد عن فمه. فهو يتمتع بفم كبير وفكين قويين، فإذا دنوت بإصبعك من فمه ربما يعتقد أنه جزره، وإذا بدا يلوك الإصبع كما يلوك الجزر، لن يعجبك ذلك. لهذا عليك الابتعاد عن فمه.
المسالة الأخرى التي يجب أن تحذر منها هي أظافره، يمكن أن ترى أظافره المعقوفة عند نهاية أصابعه، ولكنه لا يستعمل هذه الأظافر ليقاتل ويخدش بها، بل لتعينه على تسلق الأخشاب ولحى الشجر، أي أنه تساعده على أن يكون متسلق أشجار من الدرجة الأولى، لهذا إذا أطلقنا سراحه الآن سيصعد إلى تلك الشجرة ويمضي اليوم هناك بين صعود وهبوط على جميع الأغصان، فهو متسلق جيد. أما إذا وضعناه في القفص، لن يجد ما يحتاج الأظافر، لهذا تأخذ بالنمو، وتصبح أطول وحادة جدا. وعندما تذهب إليه يوما وتفتح القفص لتحمله بين ذراعيك، ستصرخ به قائلا، جورج ما الذي تفعله؟ فيجيب مستغربا ما بك لم أفعل شيئا بعد لماذا تصرخ؟ لماذا تلومه إذا، لأن أظافره تخدش، وقد جرحك. ولكنه لا يقصد ذلك، فهو لا يهاجمك، ولا يحاول إيذاؤك، بل يجلس بين ذراعيك كالمعتاد، ولكنه يجرحك، لأن أظافره أصبحت طويلة وحادة، والحقيقة أن أظافره يجب أن تكون حادة كأسنان المنشار، لهذا عندما تقلم أظافر يديك ورجليك في البيت، عليك أن تقلم أظافره أيضا، وإلا سينتهي الأمر بأن يجرحك.
والآن أهم قانون تتذكره عندما تحمل هذه العظاية هو التالي: إياك أبدا أبدا أبدا، أن تمسك جورج من ذيله، لأنك إذا فعلت، سينقطع ذيله، ولكن لا بأس، من المفترض أن ينقطع، فهذه هي الطريقة التي يفر بها من أعدائه، دعني أخبرك بما يجري.
لنفترض أن جورج يسكن معك في البيت، وأن درجة الحرارة مرتفعة جدا بعد ظهر يوم من فصل الصيف، وهذا هو المناخ الذي يحبه جدا، ولنفترض أنك خرجت معه كي تلعب في الحديقة العامة، فأخذت تلاعبه وتسعى خلفه وتستمتع بأحسن الأوقات، ولكن فجأة، يخرج من خلف الأشجار كلب كبير بائس. عندما ينظر اإلى جورج يفكر، حسنا، وجدت طعام الغداء. (.) ولكن جورج لا يحب أن يعتبره طعام الغداء، فيحاول الهرب ولكن الوقت متأخر لأن الكلب وفق بمحاولته، وأمسك بجورج، وكان أول ما أمسك به هو ذيله، ماذا سيفعل الذيل الآن؟ سينقطع على الفور. ولكن عندما ينقطع ذيله، ينطلق بحركة جنونية، فهو يقفز ويتلوى في جميع الاتجاهات، إلى الأمام وإلى الخلف وعلى الجانبين، فينشغل الكلب كليا بمطاردة الذيل والالتفاف حوله والقفز معه، أي أنه نشغل كليا بمقاتلة الذيل، ولكن ماذا يفعل جورج؟ في هذه الأثناء يصعد جورج إلى أعلى الشجرة ليشاهد ذيله وهو يضرب الكلب، وينفجر بالضحك عليهما معا.
أعتقد أنك توافقني بأن هذه طريقة مناسبة لجورج كي يفر من أعدائه، زلا تقلق بشأن ذيله، لأن آخر سينمو له لاحقا، ولكن هذا لا يحدث بين ليلة وضحاها، أي أنه لا يستيقظ صباح اليوم التالي ليضغط على زر فينمو له ذيل جديد، إنها فكرة جيدة، ولكنها لا تعمل على هذا النحو. إلا أن ذيل جورج الجديد يمكن أن ينمو بطول ثمانية إنشات خلال شهرين فقط، وهذه سرعة لا بأس بها، لهذا أعتقد أنك تشاركني الرأي في أنها طريقة مناسبة للفرار من عدوه، وهو يستطيع الحصول على ذيل جديد كلما لزم الأمر طوال حياته. وأعتقد أنك توافق أيضا على أن إطعامه جيدا والعناية المناسبة به تجعله أفضل حيوان أليف، حتى أن أمك لن تستاء منه، أليس كذلك؟
=-=-=-=-=-=-=
أنظر إلى ما وجدته يتلوى هنا في عالم الزواحف، إنه ثعبان الأصلة، لا شك أن هذا ليس أطول ثعبان في العالم، وليس أثقلها وزنا في العالم، ولكن حجمه كبير جدا، إذ يمكن لطوله أن يبلغ خمسة وعشرون قدم، ليصل وزنه إلى أكثر من مائتي رطل. أي أنه كبير جدا.
أما ثعبان الأصلة هذا بالتحديد فما زال طفلا. أعرف أنك حين تسمعني أقول عنه صغيرا ستفكر أنه قد يبلغ الثالثة من عمره على الأقل أو خمسة أو ستة أو سبعة أعوام على الأرجح.
ولكن كلا، فعمر هذا الثعبان لا يتعدى أربعة عشر شهرا، لم يحتفل إلا بعيد ميلاده الأول، ولكنه سينمو ليصبح ثعبان عملاق، وهو كباقي الثعابين الأصلة، يبدأ حياته بالخروج من بيضة. ولكن أي نوع من البيض هل تعتقد أنها بيضة كبيرة؟ أم بيضة صغيرة؟ يا إلهي قد يعتقد البعض أنه خرج من بيضة عملاقة، حتى أن حجمها قد يفوق البطيخة. أبدا، على الإطلاق. لا شك أن لدى كل منكم بيضا في الثلاجة، أعني بيض الدجاج العادي الذي نأكله صباحا. إذا جمعت بيضتين عاديتين معا تحصل على حجم البيضة التي يخرج منها ثعبان الأصلة، ولا أعتقد أنها كبيرة لأنها لا تتعدى هذا الحجم، أي أنها ليست عملاقة. عندما يخرج الثعبان من تلك البيضة، لا يكون كبير الحجم، فهو نحيل كأصغر إصبع في يدك، كما أن طوله لا يتعدى، الثمانية إنشات، أي أنه ليس طويلا، إذ يمكن مقارنته بطول حذائك، أي أن الثعبان يبدأ حياته وهو نحيل كإصبعك، وقصير كحذائك. أي أنه لا يولد ثعبان طويل جدا، بل مجرد طفل ثعبان صغير جدا.
عندما يبلغ هذا الثعبان عامه الأول من العمر، يمكن أن يبلغ طوله أكثر من عشرة أقدام. ولكن لماذا ينمو بهذه السرعة؟ نحن نعرف الجواب، فهو يكثر من الطعام، ولكن هذا لا ينطبق عليك، أعني إذا ما وضعناك على مائدة ما، ووضعنا كل ما تحبه من أطعمة وما تفضله لعام كامل، لتجلس هناك دون التوقف عن تناول الطعام، في نهاية العام، هل سيبلغ طولك عشرة أقدام؟
كلا، قد يبلغ عرضك عشرة أقدام، وقد نحتاج إلى باب أكبر لإخراجك من الغرفة، ولكن طولك لن يبلغ عشرة أقدام، فالإنسان لا ينموا على هذا النحو. هناك حيوانات أخرى تتميز بأحجامها الكبيرة، مثل الفيل، فهو حيوان هائل جدا، ولكنه لا ينمو بهذه السرعة، والحيتان أكبر من ذلك بكثير، ولكنها لا تنمو بهذه السرعة أيضا. فما هي أهمية النمو السريع بالنسبة لثعبان الأصلة؟ حسنا، لأن المنطقة التي يسكنها، مليئة بالكائنات التي تتغذى على صغار الثعابين، الطيور تأكلها بالعشرات، والطيور هي ألد أعداء صغار الثعابين، ولكن التماسيح تأكلها أيضا والعظاية وأحيانا ما تأكلها الثعابين الأخرى، أما في الصيف عندما يخرج ليستحم في النهر، يمكن أن تلتهمه سمكة كبيرة، وفي بعض المناطق الأفريقية، تؤكل بعض الثعابين من قبل نوع كبير من الضفادع. أما هنا في أمريكا فلا نعرف بأن الضفادع تأكل الثعابين، بل نعتقد أن الثعابين تأكل الضفادع باستمرار، أما في أفريقيا فالأمر يختلف أحيانا.
على هذه الثعابين أن تنمو بأسرع ما يمكن، لأنها عندما تبلغ عشرة أقدام، يحدث أمر خيالي، لأنها تصبح فجأة أكبر من أن تؤكل، إنها الحقيقة، عندما تبحث كل الحيوانات عنه طوال العام لتأكله، تنظر إليه بعد عام فجأة وتتوقف، ثم تفكر، يجب أن نتأمل جيدا، هناك مشكلة ما، يا إلهي، ما هذا، لقد كبر كثيرا.
ثم ينظر ثعبان الأصلة إلى نفسه ويقول، يا إلهي، أعتقد أني أستطيع أن آكلهم جميعا، فيبدأ بمطاردتهم، أي أنهم يتغذون عليه لعام واحد، بينما يطاردهم هو طوال حياته. لهذا عليه أن ينمو بأسرع ما يمكن، وإلا، سيأكله أحدهم على الغداء. وليس في هذا ما يدعو إلىالسرور.
--------------------انتهت.
إعداد: د. نبيل خليل
أود لو تتعرفوا على التنوع الهائل في هذه الفصيلة، قد يكون بعضها كبيرا، ليثير البعض الآخر خوفا شديدا، ولكن لا بأس بذلك لأننا سنتفحصها عن قرب، ونتعلم الكثير عنها، والأهم من هذا كله، هو أننا سنلهو جدا أثناء ذلك.
سأتجول الآن قليلا كي أعثر على صديقة لي من الزواحف، وأريدكم أن تكونوا جاهزين كي نتمتع باللهو.
أريدكم أن تتعرفوا الآن على سوزي السلحفاة الناهشة. وسوف نجدها أغلب تسبح في البركة أمامنا. ولكنا اليوم أخرجناها من الماء كي نتمكن من إلقاء نظرة عليها، وكي أستطيع أن أخبركم بعض الأمور عنها.
نقول أولا أن سوزي ليست من السلاحف العادية البسيطة، بل هي سلحفاة مفترسة ناهشة، أما صفتي المفترسة الناهشة، فلهما بعض الأسباب، أحد هذه الأسباب هي أنك إذا نظرت إلى ظهر سوزي ستجد بعض النتوءات والتمويه الذي يغطيه تماما. أي أن هناك تشابها بينهما من حيث المظهر.
أما السبب الرئيسي الذي جعلها تحمل اسم المفترسة الناهشة، فهو التشابه الكبير في الفك المفترس. هل تعلم أن الحيوان المفترس يتمتع بفك قوي، يمكنه أن يعض بقوة، وهذا هو حال السلحفاة الناهشة أيضا، علما أن هناك فارق كبير بين فم المفترس وفم هذه السلحفاة.
إذا تأملنا في فم حيوان مفترس، سنرى أسنانه، وهي كثيرة، وكبيرة جدا، وحادة.أما إذا تأملنا بفم السلحفاة الناهشة ماذا سنرى فيه؟ لا شيء، ليس فيه أي سن، ولا حتى أسنان صغيرة.
أي أنها حيوان، تشتهر بالعض، وليس لها أسنان، أليست هذه مسألة غريبة فعلا؟ ولكن الحقيقة هي أن ليس للسلاحف أسنان.
أي أن فمها لا يحتوي على أسنان ومع ذلك فإنه قوي وصلب وحاد جدا. ما يعني أن سلحفاة بهذا الحجم يمكن أن تعض الأصابع والأظافر، ربما كنت تجلس الآن هناك لتقول ما الذي أصابك، لاشك إنها سلحفاة كبيرة. كلا ليست كبيرة، فهي لا تزن أكثر من خمسين رطلا، أما الكبيرة منها فتزن مائتين وخمسين رطلا. أي أنها أكبر من سوزي بخمسة مرات. عندما تبلغ ذلك الحجم، تصبح خطيرة فعلا.
أعرف أن بعضكم قد يقرر الآن بعد ما سمعه ألا يعاود السباحة في النهر بعد الآن، لا أريد أن يعض أصابع قدما أيا من هؤلاء.
ولكن الحقيقة هي أن هذه ليست مشكلة، لأن السلحفاة النهاشة لا تعض عادة وهي تحت الماء.
قد يقول البعض أنها لا تعض أبدا تحت الماء، وأعتقد أن كلمة أبدا مبالغ فيها، ولن أجيب بأنه من المستحيل أن يتعرض المرء لعضة منها تحت الماء، ولكن الحقيقة هي أني لم أسمع أبدا بأنها عضت أحدا تحت الماء. أما عندما تخرج إلى اليابسة، كما هو حال سوزي الآن، (..) يصبح الأمر مختلفا، لأن هذه السلحفاة تعض كل ما تطاله وهي خارج الماء، وهي تطال الكثير بلا شك، حين تمد رأسها خارج الصدفة لحوالي ثمانية إنشات، لهذا يجب أن تحاول البقاء على مسافة من السلحفاة الناهشة، كي لا تعض أحد أصابعك، وليس هذا بمسألة ممتعة.
أما إذا أردت التمتع برؤية سلحفاة ناهشة، فهناك مكان واحد تجدها فيه، لن تجدها في الحقول ولن تجدها في الغابة أو في غرفة النوم، لا يمكن أن تعثر عليها إلى في الأنهر فقط.
لا شك أن بعضكم شاهد السلاحف الصغيرة في الأنهر من قبل، وهي عادة ما تسبح وتغطس وتلعب بالماء، وربما شاهدتموها خارج الماء مستلقية تحت الشمس لبعض الوقت.
ولكن هل تعرف ماذا تفعل سوزي في النهر؟ لا شيء، فهي لا تسبح ولا تغطس أو تلعب بالماء، ولا تتمتع بالشمس، كل ما تفعله هو التنفس عميقا والغوص إلى أعماق النهر وتجلس في الوحل. حتى تتسخ تماما ويغطيها التلوث والوحل. وهل تعلم؟ مع مرور الوقت، تبدأ بعض الطحالب بالنمو فوق ظهرها. عندما يحدث ذلك، لا تعد تشبه السلحفاة أبدا، بل تبدو وكأنها صخرة قديمة تغطيها الطحالب. وهذا ما تريد أن تبدو عليه تماما.
قد يتساءل البعض لماذا لا تبدو سوزي مغطاة بالأوساخ والوحل؟ هناك سبب وجيه وراء ذلك، وهو أني قمت بغسلها. عندما أقول أني غسلتها لا أعني أني استخدمت الصابون أو مساحيق الغسيل، بل أعني أني استخدمت أنبوب الحديقة، غسلتها بالماء وحده، أما السبب فهو ان سوزي سلحفاة كبيرة، وإذا تركتها تعبث بالأوساخ حتى تنمو على ظهرها الطحالب، ستصبح لزجة من الصعب أن أمسك بها، لهذا غسلتها كي أتمكن من الإمساك بها وحملها بأمان، وإلا قد ينتهي الأمر بأن تتمكن من عض أصابعي، ولا أرى في ذلك أي متعة.
عندما تجلس سوزي في أعماق النهر يغطيها الوحل والطحالب حتى تبدو كأي صخرة قديمة، تبقي فكي فمها مفتوحان إلى أقصى حد، طوال الوقت. والآن أريدك أن تلقي نظرة عن قرب، على نقطة في عمق فكها السفلي، لترى بقعة صغيرة زهرية اللون، إنها في عمق الفك السفلي. هل يراها الجميع؟
عندما تجلس في قاع النهر وهي تفتح فمها واسعا، وتبدو أشبه بصخرة ما، كيف تبدو هذه البقعة؟، والحقيقة أنها تبدو كدودة زهرية اللون. والآن ما هي الحيوانات التي تسبح تحت الماء وتأكل الديدان؟ الأسماك!
عندما تمر سمكة بالقرب منها تصرخ، يا إلهي، هناك دودة صغيرة، بالقرب من هذه الصخرة، سأتخذها غذاء لي. وهكذا تدخل السمكة إلى فم السلحفاة. (.!.)، فتأكل السلحفاة السمكة. وهكذا تحصل السلحفاة على غذائها، بدل البحث عنه والسعي إليه ومطاردته. فهي تجلس هناك وتفتح فمها وتبرز شكل الدودة، وتنتظر أن يأتي الطعام سابحا إليها. وأعتقد أنك توافقني الرأي. لا شك أنها طريقة جيدة لشراء المواد الغذائية.
كثيرا ما يراودني سؤال محدد حول السلحفاة الناهشة، وهو التالي: هل تمضي السلحفاة كل الوقت تحت الماء؟ ألا تسبح قليلا وتعاود الصعود؟ والإجابة على هذا السؤال هي أنها لا تمضي طوال الوقت تحت الماء، وذلك لسبب وجيه، فهي كباقي الزواحف، تتنفس الهواء. إنها لا تحتمل البقاء تحت الماء طويلا فهي لا تملك خياشيم كالأسماك. أما إذا بقيت أكثر من اللازم هناك ستغرق دون شك.
ولكن السلاحف مثل سوزي تستطيع حبس أنفاسها لوقت طويل، يستمر لبضع دقائق أحيانا، أي أنها لا تمضي الوقت صعودا وهبوطا في الماء صعودا وهبوطا كالمصاعد، ولكن عليها أن تأخذ الوقت اللازم لخروجها من النهر والتنفس. وعندما تفعل ذلك لا تخرج مسرعة لأخذ نفس عميق والعودة إلى القاع، كلا، لا يمكن لهذا أن يحدث، لأنه بهذه الحالة، لن يصدق أحدا بأنها صخرة، الأسماك ليست ذكية ولكنها ليست غبية بالكامل. وهي تعرف أن الصخرة لا تسبح. لهذا تصعد سوزي إلى السطح، وتأخذ نفسا عميقا، ثم تعاود الهبوط بهدوء تام إلى الوحل، وهي تحاول ألا تفسد شيئا، كي لا تثير أي من الحيوانات المحيطة بها. وهي تجيد ذلك لأنها تتأقلم جيدا، مع الحياة تحت الماء. والآن سوف أضع سوزي في البركة، لنأخذ في هذه الأثناء استراحة قصيرة، وبعد عودتنا سوف أعرفكم وأعرف سوزي إلى أحد أصدقائي الآخرين من عالم الزواحف.
=-=-=-=-=-=
أنظر إلى ما وجدته يتسلق الأشجار هنا في عالم الزواحف. إنها عظاية خضراء، أما الاسم الذي سنمنحه لذكر العظاية هذا فهو جورج.
من المحتمل جدا أن يكون هذا هو الأكثر شهرة بين الحيوانات الأمريكية التي تسكن المنازل، لهذا فكرت اليوم بأن نمرح بالتعرف معا على جورج كي نتحدث قليلا عن العظاية الخضراء، علك تقرر ما إذا كنت تريد الاحتفاظ بواحدة منها في بيتك.
أولا إذا أردت الاحتفاظ بهذا الحيوان في البيت عليك أن تطعمه، فلا بد من إطعام الحيوانات الأليفة، وإلا فستموت.
حسنا من السهل جدا إطعام هذه العظاية فهي تحب تناول مختلف الأطعمة، وخصوصا منها الخضار والفاكهة، بما في ذلك التفاح والبرتقال والطماطم والجزر والموز والخس. ولكنها تحب أيضا تناول القليل من اللحم. عندما أقول أنه يحب القليل من اللحم، لا أعني أن تشوي ليلة كل السبت بعض قطع اللحم، كلا، ليس هذا هو نوع اللحم الذي يحب أن يأكله، أتعرف ما الذي يحبه؟ أطعمة الكلاب، مع أنه لا يحب أن تبدد المال على شراء الأطعمة الباهظة الثمن والتي تفوح برائحة ذكية،على الإطلاق، بل يفضل أن تشتري له معلبات رخيصة، كريهة الطعم والرائحة، أي أسوأ أنواع تلك الأطعمة.
أتعني أي من هذه المعلبات أعني؟ تلك التي حين تفتحها لا تكف عن التذمر من رائحتها، أما جورج فيصرخ على الفور، هذا ما أجده شهيا! كلما وجدت الرائحة أسوأ كلما وجدها جورج طيبة، أي أنه من السهل جدا إطعامه، فما عليك إلا أن تجد له أطعمة كلاب تفوح منها رائحة كريهة، وبعض الفاكهة والخضار، ليشعر بالسعادة التامة.
المسألة الثانية التي يجب أن تفكر بها إذا أردت اقتنائه، هي أن تكون قادرا على الإمساك به، تماما، عليك أن تمسك به وتلعب معه، وتمرنه، إلى جانب أن تأخذه ليتعرف عليه جميع أصدقاؤك.
وعليك أيضا أن تخرجه من القفص بين الحين والآخر، كي تتمكن من تنظيفه، فعندما تعطي حيوان كهذا الكثير من الفاكهة والخضار وأطعمة كلاب كريهة الرائحة، يذهب إلى الحمام باستمرار، وعندما يفعل ذلك تفوح منه رائحة كريهة، لهذا عليك أن تنظف القفص كل يوم، وإلا لن يرغب أحدا في زيارة منزلك.
إذا أردت الإمساك بجورج عليك أن تتنبه إلى مسألتين، أولا عليك الابتعاد عن فمه. فهو يتمتع بفم كبير وفكين قويين، فإذا دنوت بإصبعك من فمه ربما يعتقد أنه جزره، وإذا بدا يلوك الإصبع كما يلوك الجزر، لن يعجبك ذلك. لهذا عليك الابتعاد عن فمه.
المسالة الأخرى التي يجب أن تحذر منها هي أظافره، يمكن أن ترى أظافره المعقوفة عند نهاية أصابعه، ولكنه لا يستعمل هذه الأظافر ليقاتل ويخدش بها، بل لتعينه على تسلق الأخشاب ولحى الشجر، أي أنه تساعده على أن يكون متسلق أشجار من الدرجة الأولى، لهذا إذا أطلقنا سراحه الآن سيصعد إلى تلك الشجرة ويمضي اليوم هناك بين صعود وهبوط على جميع الأغصان، فهو متسلق جيد. أما إذا وضعناه في القفص، لن يجد ما يحتاج الأظافر، لهذا تأخذ بالنمو، وتصبح أطول وحادة جدا. وعندما تذهب إليه يوما وتفتح القفص لتحمله بين ذراعيك، ستصرخ به قائلا، جورج ما الذي تفعله؟ فيجيب مستغربا ما بك لم أفعل شيئا بعد لماذا تصرخ؟ لماذا تلومه إذا، لأن أظافره تخدش، وقد جرحك. ولكنه لا يقصد ذلك، فهو لا يهاجمك، ولا يحاول إيذاؤك، بل يجلس بين ذراعيك كالمعتاد، ولكنه يجرحك، لأن أظافره أصبحت طويلة وحادة، والحقيقة أن أظافره يجب أن تكون حادة كأسنان المنشار، لهذا عندما تقلم أظافر يديك ورجليك في البيت، عليك أن تقلم أظافره أيضا، وإلا سينتهي الأمر بأن يجرحك.
والآن أهم قانون تتذكره عندما تحمل هذه العظاية هو التالي: إياك أبدا أبدا أبدا، أن تمسك جورج من ذيله، لأنك إذا فعلت، سينقطع ذيله، ولكن لا بأس، من المفترض أن ينقطع، فهذه هي الطريقة التي يفر بها من أعدائه، دعني أخبرك بما يجري.
لنفترض أن جورج يسكن معك في البيت، وأن درجة الحرارة مرتفعة جدا بعد ظهر يوم من فصل الصيف، وهذا هو المناخ الذي يحبه جدا، ولنفترض أنك خرجت معه كي تلعب في الحديقة العامة، فأخذت تلاعبه وتسعى خلفه وتستمتع بأحسن الأوقات، ولكن فجأة، يخرج من خلف الأشجار كلب كبير بائس. عندما ينظر اإلى جورج يفكر، حسنا، وجدت طعام الغداء. (.) ولكن جورج لا يحب أن يعتبره طعام الغداء، فيحاول الهرب ولكن الوقت متأخر لأن الكلب وفق بمحاولته، وأمسك بجورج، وكان أول ما أمسك به هو ذيله، ماذا سيفعل الذيل الآن؟ سينقطع على الفور. ولكن عندما ينقطع ذيله، ينطلق بحركة جنونية، فهو يقفز ويتلوى في جميع الاتجاهات، إلى الأمام وإلى الخلف وعلى الجانبين، فينشغل الكلب كليا بمطاردة الذيل والالتفاف حوله والقفز معه، أي أنه نشغل كليا بمقاتلة الذيل، ولكن ماذا يفعل جورج؟ في هذه الأثناء يصعد جورج إلى أعلى الشجرة ليشاهد ذيله وهو يضرب الكلب، وينفجر بالضحك عليهما معا.
أعتقد أنك توافقني بأن هذه طريقة مناسبة لجورج كي يفر من أعدائه، زلا تقلق بشأن ذيله، لأن آخر سينمو له لاحقا، ولكن هذا لا يحدث بين ليلة وضحاها، أي أنه لا يستيقظ صباح اليوم التالي ليضغط على زر فينمو له ذيل جديد، إنها فكرة جيدة، ولكنها لا تعمل على هذا النحو. إلا أن ذيل جورج الجديد يمكن أن ينمو بطول ثمانية إنشات خلال شهرين فقط، وهذه سرعة لا بأس بها، لهذا أعتقد أنك تشاركني الرأي في أنها طريقة مناسبة للفرار من عدوه، وهو يستطيع الحصول على ذيل جديد كلما لزم الأمر طوال حياته. وأعتقد أنك توافق أيضا على أن إطعامه جيدا والعناية المناسبة به تجعله أفضل حيوان أليف، حتى أن أمك لن تستاء منه، أليس كذلك؟
=-=-=-=-=-=-=
أنظر إلى ما وجدته يتلوى هنا في عالم الزواحف، إنه ثعبان الأصلة، لا شك أن هذا ليس أطول ثعبان في العالم، وليس أثقلها وزنا في العالم، ولكن حجمه كبير جدا، إذ يمكن لطوله أن يبلغ خمسة وعشرون قدم، ليصل وزنه إلى أكثر من مائتي رطل. أي أنه كبير جدا.
أما ثعبان الأصلة هذا بالتحديد فما زال طفلا. أعرف أنك حين تسمعني أقول عنه صغيرا ستفكر أنه قد يبلغ الثالثة من عمره على الأقل أو خمسة أو ستة أو سبعة أعوام على الأرجح.
ولكن كلا، فعمر هذا الثعبان لا يتعدى أربعة عشر شهرا، لم يحتفل إلا بعيد ميلاده الأول، ولكنه سينمو ليصبح ثعبان عملاق، وهو كباقي الثعابين الأصلة، يبدأ حياته بالخروج من بيضة. ولكن أي نوع من البيض هل تعتقد أنها بيضة كبيرة؟ أم بيضة صغيرة؟ يا إلهي قد يعتقد البعض أنه خرج من بيضة عملاقة، حتى أن حجمها قد يفوق البطيخة. أبدا، على الإطلاق. لا شك أن لدى كل منكم بيضا في الثلاجة، أعني بيض الدجاج العادي الذي نأكله صباحا. إذا جمعت بيضتين عاديتين معا تحصل على حجم البيضة التي يخرج منها ثعبان الأصلة، ولا أعتقد أنها كبيرة لأنها لا تتعدى هذا الحجم، أي أنها ليست عملاقة. عندما يخرج الثعبان من تلك البيضة، لا يكون كبير الحجم، فهو نحيل كأصغر إصبع في يدك، كما أن طوله لا يتعدى، الثمانية إنشات، أي أنه ليس طويلا، إذ يمكن مقارنته بطول حذائك، أي أن الثعبان يبدأ حياته وهو نحيل كإصبعك، وقصير كحذائك. أي أنه لا يولد ثعبان طويل جدا، بل مجرد طفل ثعبان صغير جدا.
عندما يبلغ هذا الثعبان عامه الأول من العمر، يمكن أن يبلغ طوله أكثر من عشرة أقدام. ولكن لماذا ينمو بهذه السرعة؟ نحن نعرف الجواب، فهو يكثر من الطعام، ولكن هذا لا ينطبق عليك، أعني إذا ما وضعناك على مائدة ما، ووضعنا كل ما تحبه من أطعمة وما تفضله لعام كامل، لتجلس هناك دون التوقف عن تناول الطعام، في نهاية العام، هل سيبلغ طولك عشرة أقدام؟
كلا، قد يبلغ عرضك عشرة أقدام، وقد نحتاج إلى باب أكبر لإخراجك من الغرفة، ولكن طولك لن يبلغ عشرة أقدام، فالإنسان لا ينموا على هذا النحو. هناك حيوانات أخرى تتميز بأحجامها الكبيرة، مثل الفيل، فهو حيوان هائل جدا، ولكنه لا ينمو بهذه السرعة، والحيتان أكبر من ذلك بكثير، ولكنها لا تنمو بهذه السرعة أيضا. فما هي أهمية النمو السريع بالنسبة لثعبان الأصلة؟ حسنا، لأن المنطقة التي يسكنها، مليئة بالكائنات التي تتغذى على صغار الثعابين، الطيور تأكلها بالعشرات، والطيور هي ألد أعداء صغار الثعابين، ولكن التماسيح تأكلها أيضا والعظاية وأحيانا ما تأكلها الثعابين الأخرى، أما في الصيف عندما يخرج ليستحم في النهر، يمكن أن تلتهمه سمكة كبيرة، وفي بعض المناطق الأفريقية، تؤكل بعض الثعابين من قبل نوع كبير من الضفادع. أما هنا في أمريكا فلا نعرف بأن الضفادع تأكل الثعابين، بل نعتقد أن الثعابين تأكل الضفادع باستمرار، أما في أفريقيا فالأمر يختلف أحيانا.
على هذه الثعابين أن تنمو بأسرع ما يمكن، لأنها عندما تبلغ عشرة أقدام، يحدث أمر خيالي، لأنها تصبح فجأة أكبر من أن تؤكل، إنها الحقيقة، عندما تبحث كل الحيوانات عنه طوال العام لتأكله، تنظر إليه بعد عام فجأة وتتوقف، ثم تفكر، يجب أن نتأمل جيدا، هناك مشكلة ما، يا إلهي، ما هذا، لقد كبر كثيرا.
ثم ينظر ثعبان الأصلة إلى نفسه ويقول، يا إلهي، أعتقد أني أستطيع أن آكلهم جميعا، فيبدأ بمطاردتهم، أي أنهم يتغذون عليه لعام واحد، بينما يطاردهم هو طوال حياته. لهذا عليه أن ينمو بأسرع ما يمكن، وإلا، سيأكله أحدهم على الغداء. وليس في هذا ما يدعو إلىالسرور.
--------------------انتهت.
إعداد: د. نبيل خليل
- AHMEDعضو ماسي
- عدد المساهمات : 1542
الرصيد المالي : 7133
تاريخ التسجيل : 12/05/2011
العمر : 42
الموقع : ALGER
رد: عالم الحيوانات الزاحفة 1
الأربعاء 01 يونيو 2011, 17:04
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى